|


محمد المسحل
حق الشارع الرياضي
2022-02-19
أغلب الإشكالات والحالات القانونية والانضباطية التي تحدث بشكل متكرر في ساحتنا الرياضية، وخصوصًا في مسابقات كرة القدم طبعًا، نرى لها ردود فعل من الأندية والإعلام والجماهير الرياضية، توجه سهام نقدها أحيانًا لوزارة الرياضة، والمشكلة متعلقة باتحاد القدم، أو توجه نقدها لاتحاد القدم، والمشكلة متعلقة برابطة الدوري السعودي للمحترفين، أو توجه للرابطة، بينما الموضوع متعلق بلجنة الانضباط، أو توجه للجنة الانضباط، بينما الإشكال متعلق في مركز التحكيم الرياضي، أو توجه لمركز التحكيم، بينما الموضوع متعلق في لجنة الحكام أو لجنة الاحتراف.. أو العكس، أو أو.. إلخ.
وسبب ذلك في نظري، أن تخصصات الهيئات والكيانات واللجان المختلفة، ليست واضحة بما يكفي للشارع الرياضي بشكل عام، بل وللكثير من الأندية بشكل خاص! سواء بسبب عدم تخصص الكوادر المهتمة أو التي تنتقد أو تتابع مثل هذه القضايا، أو لعدم وجود ورش عمل وحملات إعلامية تثقيفية كافية لهذه الأوساط لتوضيح تخصصات هذه الكيانات، وما هو الممكن أو غير الممكن تنفيذه من كل منها.
اللغط في الشارع الرياضي قد يكون مفيدًا لإثراء الساحة الإعلامية الرياضية، وبالتالي زيادة المشاهدات، وبالتالي زيادة مبيعات الإعلانات لهذه الجهات الإعلامية على المدى القصير. ولكن، على المدى المتوسط والطويل، هناك خسائر كبيرة في الوقت الذي نخسره للوصول لثقافة أكبر في معرفة القوانين الرياضية وتخصصات الهيئات الرياضية المختلفة، وبالتالي خلق شارع رياضي أكثر وعيًا، يكون عاملًا مساعدًا وداعمًا لإثراء الساحة الرياضية بالكوادر المتخصصة و”الفاهمة”، بل وبرفع مستوى الحوار بين المختلفين في وجهات النظر، عندما تكون أطراف الحوارات “فاهمة” وليست حافظة فحسب.
الجهات الإعلامية التابعة للموسسات الرياضية تتحمل مسؤولية كبيرة، تتعدى كونها جهات ناشرة لتصريحات وصور مسؤوليهم، ومؤتمراتهم واجتماعاتهم المختلفة، الداخلية والخارجية، إلى كونها منابر تثقيفية لا بد وأن تتحمل مسؤولية إيجاد المعلومة التي تساهم في تثقيف الوسط الرياضي المتابع بتخصصات وقوانين هذه الجهات التي يعملون بها.
مدير إدارة الإعلام، مدير المركز الإعلامي، رئيس الموقع الإلكتروني.. إلخ، كل هؤلاء يجب أن يتحملوا مسؤولية إحضار هذه المعلومات من المسؤولين في هرم المؤسسة التي يعملون بها، ويخططون لكيفية إيصالها للمتابع الرياضي بأفضل وأسهل وأسرع الطرق، وأكثرها مهنية، إضافة إلى ما يقومون به من جهود إعلامية مختلفة.
المتابع الرياضي يستحق أكثر، ومن أبسط حقوقه أن تتضح له الصورة.