|


د. عبد الرزاق أبوداود
صانعة الإثارة!
2022-02-21
كرة القدم “ساحرة” الدنيا.. وشاغلة الناس، ومثيرة الكبار والصغار، ذكورًا أم إناثًا،! متأججة الصراعات والأهواء والطموحات والانكسارات والمحاولات. بدأت عند الإنجليز، وقيل الصينيين، وربما عرب الجاهلية! ولم يتخلف عنها العرب وغيرهم من الشعوب والأمم.
يمارسها نحو 250 مليون إنسان حول العالم، وتحظى بمتابعة مليارات البشر والشباب، وتطبق ذات القوانين المنظمة في كل أنحاء المعمورة، وتديرها “فيفا” والاتحادات الوطنية لكرة القدم، وتنقلها شاشات التلفزة إلى كل بقاع العالم.
صانعة الإثارة.. والأحقاد.. والضغينة.. والزهو.. والتفاخر والتلاسن.. بل والشتائم.. والعبارات الجارحة، الفوز بها فرحة عارمة.. والخسارة إخفاق لا يغتفر عند المناصرين.. أطلقها ونظمها الإنجليز، وبرعت فيها البرازيل وغيرها من أمم الأرض، وأصبحت سلوى الأغنياء والفقراء.. ومصدرًا للتفاخر والتناحر.. بل والضغينة والإساءات.. سحرها متجدد لا ينضب.. ورونقها وإبداعاتها تسر الناظرين والعاشقين.
نشأت كرة القدم السعودية على عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، في منطقة الحجاز، فالشرقية ثم بقية البلاد، مارستها “قلة” في البداية، تأثرًا ببعض البحارة وحجاج شرق آسيا، وقاومها “بعضهم” من هنا وهناك، واعتبروها مضيعة للوقت والجهد، ولا طائل من ورائها..!!
مرت بعقود وسنين من التطورات والإنجازات والكبوات والإحباطات، والخفايا والإثارة والتحديات، وكانت وما زالت محبوبة الكبار والصغار، وذروة سنام الرياضة السعودية المعاصرة. مرت بمراحل تطويرية شتى، وتحولت مؤخرًا إلى ساحة تطور مذهل. وعنفوان رياضي سعودي حديث، ممثل في مسابقة دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، مع احتفاظها ببطولة كأس الملك خالدة.. تالدة، وبعد ظهورها محليًّا منذ عقود وبنود، تطور هذا الحضور إلى الساحات الخليجية، فالعربية، فالآسيوية ومن ثم العالمية.. ما بين أندية ومنتخبات، وأضحت كرة القدم السعودية محل اهتمام ومتابعة محبي الرياضة، وفضول آخرين.. ومتطلعين.. ومحبين!
“حنانيك” أيها الرياضي السعودي، فقد بلغت في كرة القدم شأوًا كبيرًا، واستدار بك الزمن قفزًا من الحارات وبرحات المدن والقرى إلى آفاق الاستادات الوطنية الرائعة، ممثلة في مدن واستادات كروية عصرية تسر الناظرين، وتسعد العاشقين.. وتستهوي رغبات “المجانين”.
نزهو بكرة قدم سعودية: “اتحادها” “نمر البداية”.. “وأهليها” فجر الرقي والشموخ.. “وشبابها” عنفوان شيخ.. وهلالها “إشراقة زعيم”.. “ونصرها” عالمي الطلعة والطموح.. أطلت. فطالت نفحًا من ثنايا المجد والذهب والكؤوس، ولا يزال للمجد بقية.. وبقايا، وللذهب عشاق، وعلى الأبواب طموحات الباحثين عن الأمجاد والقمم.