- العَدُوّ الحقيقيّ، مثل الصّديق الحقيقيّ، للحصول على أيّ منهما، يحتاج المرء إلى حظّ وذكاء وعمل! يحتاج إلى يقظة وفِطْنَة وزرع وحصاد!.
- وكما أنّ للصّديق الحقيقيّ أهميّته فإنّ للعدوّ الحقيقيّ أهميّته التي لا تقل شأنًا، بل وتتضافر مع أهميّة وجود الصّديق، وتُدعّمها!. فمثلما أنّه يُمكِن للصّديق الحقيقيّ أنْ يدلّنا على المسار، ونعرف من خلاله إلى أين نتّجه، يُمكِن لنا بوجود العدوّ الحقيقيّ معرفة إلى أين يجب أن لا نتِّجه!.
- ولأنّ مَسارات الحياة، ودروبها، طويلة وعديدة ومتشعِّبَة ومُتعرِّجة، فإنّ الحصول على عدُوّ حقيقيّ يختصر علينا الكثير، ويمنحنا فرصة للوصول بشكل أسرع!.
- الصّديق يجعلنا نمشي الطّريق بشكل أجمل. العَدُوّ يجعلنا نصل بشكل أسرع!
- نعم، هناك فروق شاسعة بين الصّديق والعدوّ، لكنهما يلتقيان في منفعة الذّكيّ الفطِن!. من أهم الفروق بينهما أننا نحصل على الصّديق بالصّعود إليه، أمّا العَدُوّ فبالوقوع عليه!. الصّديق إيقاع والعدُوّ وقوع!.
- عندما نشعر بمحبّتنا لإنسان، وبرغبتنا في صداقته، فإنّ ذلك يَحْدُثُ مسبوقًا ومقرونًا بشعور جميل بوجود شيء لديه يضيء فينا، فإنْ هو بادلنا الشّعور نُدرك كم هو حظّنا حسن، وكم هي الدّنيا منّاحة غنائم!. شيء ما فينا يصعد مبتهجًا، ونصير أقدر استدلالًا على وجهتنا. أمّا الوقوع على العَدُوّ، فيُشعرنا برداءة بعض الصُّدَف وبشيء من الحظّ غير الحسن، شيء ما فينا يقع!.
- لكن فيما لو كان لأحدنا صديق حقيقيّ، فإننا سنعرف بقليل من الفطنة أنّ هذا الذي “وقع” منّا، كان يُثقلنا، ولم يكن أصيلًا فينا ولا مهمًّا لنا، وربّما كان علينا، ولو بيننا وبين أنفسنا، شُكر هذا العَدُوّ على تنبيهنا ومساعدتنا في التّخلّص ممّا كان يتوجّب علينا التّخلّص منه! من ذلك الشّيء الذي كنّا نعرف أنّه يُثقلنا لكننّا لم نكن نعرف ما هو بالضّبط قبل الوقوع على عدُوّ حقيقيّ!.
- وتظلّ واحدة من أهم وأعظم ما تمنحنا إيّاه الرّوايات: قدرتها فائقة الخصوبة على زرع وحصاد أصدقاء وأعداء!.
- صحيح أنّ فنّ الرّواية مثل أيّ فنّ آخَر قائم على “الكذب”. لكن، وياما قلت هذا وكرّرته: الفنّ كذبة ليس لأنه لا يقول الحقيقة، لكن لأنه يقول ما هو أكثر من الحقيقة، ما هو أشمل منها وأعمق!.
- وفنّ الرّواية تحديدًا، يُوصِلنا إلى صداقات أعمق من حقيقيّة ويُوقِعنا على عداوات أكثر من حقيقيّة!. يفعل الفنّ الرّوائي ذلك بمَثُوبَات مُجزيَة ودون عواقب وخيمة، بمُجازَاة كريمة ودون مؤَاخَذَة!.
- السّينما تفعل ذلك أيضًا، تفعله أحيانًا، لكن حتّى في هذه الأحيان ومعها، تظلّ السّينما خادعة وفي فعلها شيء من الغِشّ!. فحتّى حين يُوجِدُ لنا الفيلم السّينمائي أرضًا خصبة للمصافحة والمُجافاة، للمحبّة والبغض، للحبور والنّفور، للصدّاقة والعداوة، فإنه يُوجِد ذلك بشكل جماعي، فكرته الأولى أن يكون هذا الصّديق صديقًا لأناس بعدد مقاعد صالة العَرض، وبعدد مرّات إعادة تدوير القُرْص!. وأن يكون العدوّ عدُوًّا لأُناس بهذا العدد، أو أكثر!. وهذا ما يُفسِّر سطحيّة الخير والشّر في السّينما، بما في ذلك السّينما الجيّدة، كُلّما قارناها بالفنّ الرّوائي، باستثناء الرّوايات السّوقيّة!. و”السّوقيّة” هنا من السُّوق!.
- وكما أنّ للصّديق الحقيقيّ أهميّته فإنّ للعدوّ الحقيقيّ أهميّته التي لا تقل شأنًا، بل وتتضافر مع أهميّة وجود الصّديق، وتُدعّمها!. فمثلما أنّه يُمكِن للصّديق الحقيقيّ أنْ يدلّنا على المسار، ونعرف من خلاله إلى أين نتّجه، يُمكِن لنا بوجود العدوّ الحقيقيّ معرفة إلى أين يجب أن لا نتِّجه!.
- ولأنّ مَسارات الحياة، ودروبها، طويلة وعديدة ومتشعِّبَة ومُتعرِّجة، فإنّ الحصول على عدُوّ حقيقيّ يختصر علينا الكثير، ويمنحنا فرصة للوصول بشكل أسرع!.
- الصّديق يجعلنا نمشي الطّريق بشكل أجمل. العَدُوّ يجعلنا نصل بشكل أسرع!
- نعم، هناك فروق شاسعة بين الصّديق والعدوّ، لكنهما يلتقيان في منفعة الذّكيّ الفطِن!. من أهم الفروق بينهما أننا نحصل على الصّديق بالصّعود إليه، أمّا العَدُوّ فبالوقوع عليه!. الصّديق إيقاع والعدُوّ وقوع!.
- عندما نشعر بمحبّتنا لإنسان، وبرغبتنا في صداقته، فإنّ ذلك يَحْدُثُ مسبوقًا ومقرونًا بشعور جميل بوجود شيء لديه يضيء فينا، فإنْ هو بادلنا الشّعور نُدرك كم هو حظّنا حسن، وكم هي الدّنيا منّاحة غنائم!. شيء ما فينا يصعد مبتهجًا، ونصير أقدر استدلالًا على وجهتنا. أمّا الوقوع على العَدُوّ، فيُشعرنا برداءة بعض الصُّدَف وبشيء من الحظّ غير الحسن، شيء ما فينا يقع!.
- لكن فيما لو كان لأحدنا صديق حقيقيّ، فإننا سنعرف بقليل من الفطنة أنّ هذا الذي “وقع” منّا، كان يُثقلنا، ولم يكن أصيلًا فينا ولا مهمًّا لنا، وربّما كان علينا، ولو بيننا وبين أنفسنا، شُكر هذا العَدُوّ على تنبيهنا ومساعدتنا في التّخلّص ممّا كان يتوجّب علينا التّخلّص منه! من ذلك الشّيء الذي كنّا نعرف أنّه يُثقلنا لكننّا لم نكن نعرف ما هو بالضّبط قبل الوقوع على عدُوّ حقيقيّ!.
- وتظلّ واحدة من أهم وأعظم ما تمنحنا إيّاه الرّوايات: قدرتها فائقة الخصوبة على زرع وحصاد أصدقاء وأعداء!.
- صحيح أنّ فنّ الرّواية مثل أيّ فنّ آخَر قائم على “الكذب”. لكن، وياما قلت هذا وكرّرته: الفنّ كذبة ليس لأنه لا يقول الحقيقة، لكن لأنه يقول ما هو أكثر من الحقيقة، ما هو أشمل منها وأعمق!.
- وفنّ الرّواية تحديدًا، يُوصِلنا إلى صداقات أعمق من حقيقيّة ويُوقِعنا على عداوات أكثر من حقيقيّة!. يفعل الفنّ الرّوائي ذلك بمَثُوبَات مُجزيَة ودون عواقب وخيمة، بمُجازَاة كريمة ودون مؤَاخَذَة!.
- السّينما تفعل ذلك أيضًا، تفعله أحيانًا، لكن حتّى في هذه الأحيان ومعها، تظلّ السّينما خادعة وفي فعلها شيء من الغِشّ!. فحتّى حين يُوجِدُ لنا الفيلم السّينمائي أرضًا خصبة للمصافحة والمُجافاة، للمحبّة والبغض، للحبور والنّفور، للصدّاقة والعداوة، فإنه يُوجِد ذلك بشكل جماعي، فكرته الأولى أن يكون هذا الصّديق صديقًا لأناس بعدد مقاعد صالة العَرض، وبعدد مرّات إعادة تدوير القُرْص!. وأن يكون العدوّ عدُوًّا لأُناس بهذا العدد، أو أكثر!. وهذا ما يُفسِّر سطحيّة الخير والشّر في السّينما، بما في ذلك السّينما الجيّدة، كُلّما قارناها بالفنّ الرّوائي، باستثناء الرّوايات السّوقيّة!. و”السّوقيّة” هنا من السُّوق!.