|


صالح المطلق 2022.03.05 | 12:15 am

لدى أفضل نجوم كرة القدم إدراك خاص ورؤية وإحساس كبير بكل ما يحدث ويحيط بهم أثناء المباراة، بغض النظر عن قوة المنافس، ومهما ارتفعت درجة الحماس أو انخفض المعدل اللياقي يستمر هذا النوع من اللاعبين على نفس الأداء والتركيز، واللافت للنظر أو المهم في هذا الموضوع أن هذا الإدراك يبدأ قبل أن يستلم اللاعب الكرة، ومن هنا حصلت عدة دراسات حول عملية المسح أو (Scanning) التي تحدث أثناء المباراة.
ومن النتائج المهمة لهذه الدراسة هو ظهور التصنيف، الذي يؤكد أن أفضل اللاعبين وأكثرهم إدراكًا من ينظر إلى اللعبة ولا يتابع أو ينظر إلى الكرة فقط، وبشكل أكثر شرحًا وتفصيلاً تؤكد الدراسة أن لاعب النخبة دائمًا ما يقوم بتوجيه الوجه والعينين باتجاه حركة اللاعبين بشكل سريع ومتواصل، وفي خلال عشر ثوانٍ يصل عدد هذا المسح إلى 7 أو 10 مرات، والثابت أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الوصول إلى هذا المعدل من المسح المتتالي وبين إتقان التمريرات وجودة التوقيت واختيار أنسب لاعب وأقرب وأسرع طريق للوصول لمرمى الفريق المنافس، لمحاولة صنع الهجمات وتسجيل الأهداف.
الإدراك البصري مسألة مهمة في تقييم وتصنيف نجوم كرة القدم، فمن خلال عشرات اللاعبين الذين تمت متابعتهم ورصد تحركاتهم اتضح أن شافي نجم خط وسط برشلونة هو الأفضل والأكثر قدرة ونجاحًا في اكتمال هذه المهارة الخاصة، والمهم في حسم النتائج ومسألة المسح البصري لا تكفي إذا لم تتحول إلى قرار سريع وذكي وفعال، وهذا ما نجح فيه شافي ومعه العديد من نجوم الكرة حول العالم.
وإن كان الموضوع مهمًا ويحتاج إلى رصد ومتابعة وتصوير خاص حتى نعرف ونستخرج أفضل نجوم الدوري في مهارة (Scanning) المسح البصري، إلا أن المتابع الحقيقي لتفاصيل جميع مباريات الدوري وما يقدم من مستويات فنية من بعض النجوم يتوقف كثيرًا عند أداء حجازي مدافع ونجم فريق الاتحاد، وهيون نجم ومدافع فريق الهلال، يجد أن لكل واحد منهما قدرة واضحة على قراءة زوايا التمرير والتمركز في المكان الصحيح واتخاذ أفضل قرار والتوقيت المناسب عند الكرات العرضية.
وكل هذا يدل على امتلاك مهارة المسح البصري بكل اقتدار، وأعتقد أن حمد الله، مهاجم نادي الاتحاد، لديه الكثير من تطبيق مهارة الإدراك والمسح البصري والتفوق على كل المدافعين وتسجيل الأهداف، وإن كان هناك أفضلية على جميع نجوم الدوري في هذه الميزة المهمة والخاصة بأفضل نجوم كرة القدم، فلا أعتقد أنها سوف تتجاوز سلمان الفرج، فكل ما يملك من قدرات وصفات ومستوى فكري وفني تؤكد ذلك.