حوَّل منصور الدوس، المهتم بالتاريخ الرياضي، جزءً من منزله في حي الشفاء في الرياض إلى متحف أسماه “المتحف الرياضي”، يعرض عديدًا من المقتنيات التاريخية، من وثائق، وقمصان، وتذاكر مباريات، وكؤوس، وميداليات، وكرات، وأحذية، وصحف، وكلِّ ما يتعلق بالرياضة السعودية، وفق ما ذكره لـ “الرياضية” الدوس.
ويحتوي المتحف على عديدٍ من المقتنيات الخاصة بطرفي كلاسيكو فريق الهلال الأول لكرة القدم والاتحاد اللذين يلتقيان اليوم في مباراة مؤجلة من الجولة 12 من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، ولاعبين سابقين وحاليين من الناديين، بينها قمصان لسعيد غراب وعثمان مروزق، لاعبي الاتحاد السابقين، ويوسف الثنيان وسلطان بن نصيب، لاعبي الهلال السابقين.
وقبل مواجهة الكلاسيكو، اليوم في الدوري، زارت “الرياضية” المتحف، وعاينت مقتنياتٍ متنوعة تخص الناديين.

بدأ منصور الدوس جمع مقتنيات متحفه الرياضي عام 1992م، وافتتحه عام 1999م، بعدما اكتملت تقريبًا مجموعته من المقتنيات بمختلف أصنافها. ومِن هذه المقتنيات ما يتعلَّقُ بالكلاسيكو بين فريقي الهلال والاتحاد، وقممٍ أخرى في كرة القدم السعودية.
وذكر لـ “الرياضية” الدوس أن أقدم قطعتين في متحفه هما تذكرة مباراة بين الاتحاد والثغر “الأهلي حاليًا” تعود إلى عهد الملك عبد العزيز، وصافرة حكمٍ قاد بها مباراة أخرى مؤرّخة ضمن العهد ذاته.
وقال الدوس “هذا المتحف عبارة عن جهد شخصي مني، بوصفي هاويًا ومهتمًا بالتاريخ الرياضي، وما زلت أعمل لاقتناء مزيدٍ من المقتنيات التاريخية، مشروعي تعبير عن حبي للرياضة وكرة القدم السعودية، ودون أي دعم مالي من أحد”.
وطبقًا لصاحبه، حظِيَ المتحف بزيارة عديدٍ من الشخصيات الرياضية، من مسؤولين، ولاعبين، وإداريين، وإعلاميين، منهم الأمير عبد الله بن مساعد عندما كان رئيسًا لهيئة الرياضة، وأحمد عيد، رئيس الاتحاد السعودي السابق لكرة القدم، وياسر المسحل، رئيس الاتحاد الحالي، وعدد كبير من النجوم السعوديين القدامى، مثل ماجد عبد الله، ويوسف الثنيان، ومحمد عبد الجواد، وعبد الله فودة، وفهد العبد الواحد “فهودي”.
وأشار الدوس إلى تكريمه من قِبَل الاتحاد السعودي لكرة القدم العام الماضي.
وتابع “نتشرف بأن تشارك الجهات الرياضية السعودية بالمتحف في المعارض التي تنظمها، لعرض هذا الإرث التاريخي، على سبيل المثال، قدمنا متحفًا رياضيًا مصغّرًا داخل مقر اتحاد القدم، بمناسبة زيارةٍ من السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي “فيفا” إلى الاتحاد السعودي، في حضور الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، وقد حازت المقتنيات المعروضة، من قمصان للمنتخب ووثائق خاصة بالاتحاد والمنتخبات السعودية، على إعجابهما”.

الهلال والاتحاد.. تذاكر تاريخية
تحصّلت «الرياضية»، من منصور الدوس صاحب المتحف الرياضي في حي الشفاء بالرياض، على تذكرتين تُنشَران للمرة الأولى لاثنتين من المباريات التاريخية بين فريقي الهلال والاتحاد، في حقبة ما قبل دوري المحترفين، الذي يجمعهما اليوم في كلاسيكو جديد.
وتشير إحدى التذكرتين إلى مباراة الفريقين في 10 ذي القعدة 1384هـ، الموافق 13 مارس 1965م، على ملعب الصائغ في الرياض، في نهائي كأس الملك. وتخصّ التذكرة الثانية مباراة الفريقين في نهائي البطولة ذاتها على ملعب “الملز” في الرياض، في 14 رجب 1402هـ، الموافق 7 مايو 1982م. وانتهت المباراتان بتتويج الفريق الأزرق.
وبعيدًا عن الهلال، تنشر “الرياضية” تذكرة ثالثة، هي القطعة الأقدم في متحف الدوس، تعود إلى مباراةٍ بين الاتحاد والثغر “الأهلي حاليًا”، على ملعب الصبان في جدة، في 27 جمادى الآخرة 1372ه، الموافق 14 مارس 1953م.

قمصان وأعلام
تُزيِّن قمصانٌ وأعلامٌ هلالية واتحادية قديمة أجزاءً من حوائط المتحف الرياضي، الذي يمتلكه منصور الدوس في الرياض.
أحد هذه القمصان يعود إلى الراحل مبارك عبد الكريم، لاعب الهلال السابق، ويحمل توقيعه، في إهداءٍ منه إلى الدوس.
وعلى حوائط أخرى، علّق المتحف قمصانًا للفريقين بتصميمات مختلفة تعود إلى حقبات سابقة.
وفي أحد الأركان، وضع الدوس قفازات لحراس مرمى، بينها قفازات لحراس مرمى هلاليين سابقين، هم محمد وعبد الله الدعيع وإبراهيم اليوسف وإبراهيم العبود، إضافة إلى قفاز عبد الله المعيوف، حارس الفريق الحالي.

30 ناديا
يجمع المتحف الرياضي، الذي أسسه منصور الدوس في الرياض، مقتنيات أكثر من 30 ناديًا سعوديًا، إضافةً إلى المنتخبات السعودية بمختلف فئاتها السنية، ولا يقتصر على الأندية الأكثر جماهيرية. ويحتوي المتحف على قسم كامل للاتحاد السعودي لكرة القدم بمقتنيات منذ عام 1980. ويركز قسمٌ آخر على الرياضة الخليجية والعربية والعالمية. ومن معروضاته قمصان لعدد من النجوم العالميين بتوقيعاتهم، بينهم الأرجنتينيان مارادونا وليونيل ميسي، البرتغالي كريستيانو رونالدو، البرازيليون رونالدو، بيليه، ريفالينو، الفرنسي زين الدين زيدان..