|


سعد المهدي
اللقب والمتنافسون الأربعة
2022-03-21
الاتحاد يتجه نحو اللقب ليس بسرعة لكن بثبات وهذا أهم. وفارق النقاط المريح منذ منتصف جولات الدور الثاني ساهم في توازن الخطوات. وتأخر الهلال بعدد المباريات الملعوبة غيّب شبح تنافسه أو جعله أقل ضغطًا. واصطدام النصر بمنافسه التقليدي في منعطفات التنافس على ثلاث بطولات وسقوطه فيهم كسر معنوياته. وعدم قدرة الشباب على التملص من خناقهما ذهب بكل تلك المكاسب لصالح الاتحاد، الذي خرج من بينهم الكاسب الأكبر.
لو لم يكن الاتحاد مؤهلًا للمضي في مشواره لما استطاع استثمار ما خلفته هذه المواجهات من آثار على منافسيه الثلاثة، وهي الصورة التي عليها أي دوري قوي والطريق الذي مر ويمر من خلاله النادي الذي قد جعل اللقب هدفه وتزود بكل ما يلزم له من عدة وعتاد، ولم يسبق بالمطلق أن حقق نادٍ اللقب لأنه تلقى مساعدات “نقطية” من نادٍ آخر في المنافسة، فالكل يلعب عدد مباريات واحد ويتقاطع في مصالحه مع الكل، ويبني رصيده بالنتائج التي يحققها.
إذا بدا لك أن الاتحاد ساعده الهلال بالفوز على النصر فهذا غير صحيح، فالاتحاد قد حصل على النقاط التي يمكن له أن يستند عليها وتكفيه أن يواصل المضي في صدارته، كذلك النتائج الأخرى التي تحرك مراكز الترتيب هي نتيجة لما يحصل عليه كل نادٍ أولًا وتبنى محصلتها على ما تنتهي عليه كل جولة لكل المباريات، ومن خلالها يتحدد اللقب وترتيب الوسط والأندية التي تهبط إلى الدرجة الأدنى.
استعراض نتائج كل مباريات الدوري، يظهر لك خارطة المنافسة بوجهها البريء الذي لم يكن له دور في فرض الترتيب لولا ما حصل عليه كل نادٍ من نتائج، إما أخرته أو قدمته ودور أندية أخرى في الدوري قامت فيه بفعل غير متعمد لترتيب مراكز الجدول، حيث كانت تبحث عن مصلحة ذاتية لا شأن لها فيما يتحقق لمن يتنافسون على اللقب، كذلك حال جميع المتنافسين الذين ينهون الدور بإسقاط ثلاثة أندية إلى دوري الأولى بدم بارد.
الاتحاد ومنافسوه الثلاثة قدموا هذا الموسم صورة مثالية في كيف يمكن أن تكون عليه “الدوريات” التي يعول على منافساتها أن تكون مشوقة ومثيرة، وما زال “دورينا” يحتفظ ببعض أسراره حتى الآن.