حلبة كورنيش جدة.. نموذجا لتحقيق الاستدامة
سعت وزارة الرياضة للعمل بشكل جاد وكبير للمساهمة في تقديم حلول فعالة لمواجهة التحديات البيئية وتحقيق الاستدامة، وذلك مواكبة للخطوات التي تسير عليها المملكة في هذا الجانب، وذلك من خلال المشاريع الحالية والمستقبلية، التي تتوافق مع رؤية المملكة 2030، الرامية إلى تخفيف الانبعاثات الكربونية، وتعزيز البيئة المحلية؛ سعياً لتحقيق الازدهار فيما يخص الغطاء النباتي.
ولعل حلبة كورنيش جدة التي تحتضن سباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1، تم فيها مراعاة هذه التحديات البيئية، والعمل على تحقيقها، حيث صممت الحلبة بصورة تجعلها لا تحتاج إلى معدلات كبيرة من الري، الأمر الذي يلعب دوراً هاماً في تبطيء معدل تلوّث الهواء، وتقليل درجة الحرارةِ في المنطقة، فيما تم الاعتماد على الطاقة الشمسية لتزويد الحلبة بالكهرباء، وذلك من خلال استخدام 86 لافتة، أسهمت بتوفير 82.7% من إجمالي الاستهلاك، إضافةً إلى استخدام المصابيح من نوع LED والتي تمتاز بكونها قابلة للتعتيم في بعض الأوقات التي لا تحتاج إلى دقة عالية، والاستغناء عن تقنية التفريغ عالية الكثافة، مما انعكس إيجاباً على تقليل الطلب على المولدات بنسبة 19%، كما تم في حلبة كورنيش جدة توفير ألف لتر من الديزل، من خلال تقليل الطلب على الطاقة بنسبة 30%.
وتواصل الوزارة سعيها الدائم بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، في المساهمة بإنجاح الخطط المعتمدة لتحسين الغطاء النباتي، وذلك بالمشاركة في أعمال التشجير والزراعة، وتعزيز ذلك في جميع المنشآت التابعة لها، ومنها حلبة كورنيش جدة، التي تم فيها زراعة أكثر 43 ألف متر مربع، وأكثر من 2000 شجرة قابلة للتكيف، حيث أصبحت وزارة الرياضة جزءاً من خطط الابتكار البيئي، وتحقيق الاستدامة، ودعم هذه الرؤى بإقامة منافسات رياضية تهدف للحفاظ على البيئة، مثل احتضان منافسات فورمولا إي للسيارات الكهربائية، وإقامة رالي إكستريم إي للمركبات الكهربائية، وغيرها.