|


طلال الحمود
المجموعة المستحيلة
2022-04-03
تباينت الآراء بشأن قرعة نهائيات كأس العالم 2022 بعدما جاء المنتخب السعودي في المجموعة الثالثة إلى جانب الأرجنتين والمكسيك وبولندا، غير أن الرأي السائد يذهب إلى أن مهمة “الأخضر” هذه المرة تبدو أصعب قياسًا على التجربة السابقة في مونديال 2018.
ومهما كانت نتيجة القرعة، إلا أن التأهل إلى نهائيات كأس العالم لا يعني البحث عن المباريات السهلة، خاصة أن المنتخبات المتأهلة لن تأتي للنزهة ولا لخوض مباريات ودية، لاعتبارات من أهمها التغيير الذي أصاب نظرة اللاعبين في العالم إلى كرة القدم، وقناعتهم بأن المونديال بات أقصر الطرق للحصول على عقود الاحتراف وجني ملايين الدولارات، وهذا ما يظهره اللاعبون الأفارقة غالبًا حين تتأهل منتخبات بلدانهم إلى كأس العالم.
كثيرون كانوا يتمنون عدم ملاقاة البرازيل أو ألمانيا أو إسبانيا أو فرنسا أو بلجيكا، لأن هذه المنتخبات ما زالت تحتفظ بقوتها، ما يجعل الأرجنتين أقل “الأقوياء” قياسًا على النتائج منذ 2018 وحتى الآن، على الرغم من أن ميسي ورفاقه يحتلون المركز الرابع في التصنيف الأخير لمنتخبات العالم، مع الإشارة إلى أن المكسيك العضو الثاني في المجموعة لا تقل شراسة عن فرق المقدمة ما جعلها تحتل المرتبة التاسعة في التصنيف العالمي أمام ألمانيا وهولندا وكرواتيا.
وتبرهن التجارب السابقة أن المجموعة السهلة لا تعني بالضرورة تحقيق الفوز والتأهل إلى الدور الثاني، ولو كان للمنتخب السعودي أن يختار مجموعته في مونديال 2018 لما وجد أفضل من اللعب مع روسيا والأوروجواي ومصر، والحال نفسها تنطبق على المشاركة في كأس العالم 2006 حين واجهت السعودية منتخبات إسبانيا وتونس وأوكرانيا، وفي المناسبتين خرج “الأخضر” من الدور الأول دون ترك بصمة.
المشاركة في مونديال 2022 لن تكون الأصعب قياسًا على مواجهات المنتخب السعودي في أمريكا 1994 حين وضعته القرعة مع هولندا وبلجيكا والمغرب، لكنها في المقابل تحتاج إلى جهد كبير لتجاوز منتخبين من أفضل عشرة في التصنيف العالمي، بالإضافة إلى بولندا بلاعبها الرهيب ليفاندوفسكي صاحب الصولات والجولات، ويذكر التاريخ أن لمنتخبات شرق أوروبا انتصارات عريضة على منتخب السعودية في النهائيات، بعدما فازت أوكرانيا في 2006 برباعية، وروسيا في 2018 بخماسية.
ويبقى أن الذهاب إلى كأس العالم يعني الاستعداد لمواجهة أقوى المنتخبات، بعيدًا عن التصنيف أو التاريخ، خاصة أن تجارب المنتخب السعودي السابقة تكفي لتحذيره من التهاون الذي قاده سابقًا لهزائم كان يمكن تجنبها.