|


عبد العزيز الزامل
نهاية عملاق بجزئه الثاني.. والثالث ثابت
2022-04-07
انتهى في خلال هذا الأسبوع أحد أشهر أعمال اليابان بشكلٍ عام وأحد أشهر أعمال الأنمي الياباني أو ما يسميه البعض لدينا “الرسوم المتحركة” ذلك الوصف الذي يزعج بعض عشاق هذا الفن، والذي يدل كذلك على أن الكثيرين ممن يسمونه بهذا اللفظ قد فقدوا حدثًا فنيًا مهمًا يحصل بالفعل في خلال حياتهم.
ليس لدي أدنى شك بأن عمل “هجوم العمالقة” هو أحد أجمل ما أنجبت اليابان في عالم الفنون، هذا العمل الذي انتهى في خلال الأسبوع الجاري سبب الكثير من الضجة والترند حول العالم وذلك بعد أن اكتشف المشاهدون أن الجزء الرابع والأخير لم ينقسم إلى قسمين كما هو معتاد بل سيكون هناك ثالث.
هذا الأمر الذي يجعل المشاهدين ينتظرون لسنة إضافية للعودة وختامية القصة الدرامية والملحمية العظيمة في عام 2023.
هجوم العمالقة بالنسبة لي كان ولا يزال أنمي فريدًا في قصته، بحبكته، بحواراته، بملحمته، وكذلك بكل ما فيه.
هذا العمل الذي بدأ معنا كمشاهدين بطفل تُقتل أمه أمام عينه في مشهد دموي مفزع وغير معتاد، ليقسم بعد ذلك الطفل بأخذ الثأر مهما كلف الأمر.
نبدأ بعد ذلك كمشاهدين برؤية قصة انقراض البشرية وهربهم مما يعرف بالعمالقة الضخام والذين يتغذون على البشر ويأكلونهم.
لذلك بنى البشر في أول أجزاء الأنمي عددًا من الجدران المحيطة بهم والتي تقوم مقام القفص الضخم لحمايتهم من العالم الخارجي.
لكن القصة لا تقتصر حول ذلك فقط، بل يذهب هذا العمل مع المشاهدين بأبعاد مختلفة، تبدأ مع حقيقة هذا العالم، وما خلفه، وفيما إذا كان كل شيء عشوائي أو لا، وحقيقة بداية هؤلاء العمالقة وكيفية التخلص منهم.
العمل بدون أي مبالغة يعتبر إحدى الأعجوبات اليابانية في كتابة القصة والكشف فيها عن الغموض والاستشهادات التاريخية وتوظيفها في هذا العالم.
الكاتب الياباني “هاجيمي إيساياما” بلا شك يعلم يقينًا أن ما فعله في هذا العمل قد لا يتكرر إطلاقًا لذلك فهو الآخر يعتبر هذا العمل كنزًا له. كما سبق لجورج مارتن أن اعتبر كنزه “قيم أوف ثرونز” وكما سبق لجي كي رولينج أن اعتبرت هاري بوتر إرثها وكنزها غير المكرر.
أنا سعيد أن أعاصر في كل سنة عملًا أو عملين يستمران معي لعدد من السنوات ويبهرونني في عقلية الكتاب والصانعين خلف هذه الأعمال.
الحقيقة يجب أن تقال، إننا سعيدون لبقاء عالم هجوم العمالقة لسنة إضافية بذات القدر الذي نحن فيه، وحزينون بأننا سننتظر النهاية لسنة إضافية غير متوقعة.