يسعى فريق التعاون الأول لكرة القدم، اليوم، إلى مواصلة انطلاقته القوية في دوري أبطال آسيا، عندما يواجه باختاكور الأوزبكي في الجولة الثانية، بعد فوزه على الدحيل في المباراة الافتتاحية الخميس الماضي.
وانطلقت رحلة باختاكور التاريخية منذ تأسيسه عام 1956، وشهدت مجموعة من المحطات البارزة داخل الملعب وخارجه، لا سيما معاناته بين كبار كرة القدم السوفييتية، ومأساة دنيبرو التي أودت بـ 14 من لاعبيه عام 1979، وصولًا إلى زعامته كرة القدم الأوزبكية منذ التسعينيات وحتى الوقت الجاري، ما انعكس على حضوره الدائم في دوري أبطال آسيا، بصفته أكثر الأندية حضورًا في البطولة تحت مسمَّاها الحالي منذ العام 2003، مناصفة مع الهلال.

العملاق الأوزبكي
شارك باختاكور عام 1992 في النسخة الأولى من الدوري الأوزبكي بعد أعوام من التأرجح عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، وأصبح مع مرور المواسم الورقة الأصعب في كرة القدم الأوزبكية وعملاقها، حيث تُوّج بلقب الدوري 14 مرة، واحتل مركز الوصافة في 6 مناسبات، كما حقق لقب الكأس 13 مرة مقابل خسارته للمباراة النهائية في 4 مناسبات. وكان النادي محطة لمجموعة من ألمع النجوم الأوزبكيين، على رأسهم سيرفر دجيباروف، أفضل لاعب في آسيا عامي 2008 و2011، وإيجناتي نيستيروف، حارس المرمى الذي مثّل أوزبكستان في 106 مباريات دولية.

زراعة القطن
يشتق اسم النادي من كلمتين من اللغة الفارسية، وهي كلمة “بخته” وتعني القطن، وكلمة “كار” وتعني فعل الزراعة، الأمر الذي يربط اسم الفريق بزراعة القطن. ويعود السبب وراء هذه التسمية إلى مدينة طشقند، مقر النادي وعاصمة أوزبكستان، حيث عُرفت تاريخيًا بمزارعها وحدائقها وأنهارها، وكانت موطنًا للماشية والزراعة، كما كانت جزءًا من “طريق الحرير”، الذي كان عبارة عن شبكة تجارية ربطت شرق آسيا بأوروبا، بين القرن الثاني قبل الميلاد، والقرن الـ 15.

ولادة صعبة
لعب فريق باختاكور مباراته الأولى تاريخيًا في 8 أبريل 1956، ويُعد هذا التاريخ يوم ولادته، ما يعني أنّه أتمّ الجمعة الماضي عامه الـ 66. وانخرط باختاكور بكرة القدم السوفييتية منذ تأسيسه، ممثلًا لأوزبكستان، قبل أن يصعد إلى دوري الدرجة الأولى السوفييتي عام 1959، وكانت مهمته صعبة نظرًا لمنافسته الأندية الروسية والأوكرانية التقليدية، لكنه احتل المركز السادس في الدوري عام 1962، قبل أن يصبح الفريق الوحيد من وسط آسيا الذي ينجح بالوصول إلى نهائي الكأس السوفييتية، وكان ذلك عام 1968 عندما خسر أمام توربيدو موسكو.

مأساة دنيبرو
شهدت سماء مدينة دنيبرو الأوكرانية، في 11 أغسطس 1979، حادث تصادم مروّع بين طائرتين تابعتين لشركة أيروفلوت الروسية، بسبب أخطاء ارتكبها مراقبو الحركة الجوية في برج المراقبة.
وحملت الطائرة الأولى 88 راكبًا مع 6 من طاقم الطائرة، فيما حملت الثانية 77 راكبًا مع 7 من الطاقم، وفارق الركاب جميعهم الحياة، بمَن فيهم 14 لاعبًا ومدربًا وإداريًّا من باختاكور. وتضرر النادي كثيرًا من هذه المأساة، لا سيما بخسارة لاعبين دوليين مثلوا منتخب الاتحاد السوفييتي، وآخرين لعبوا لباختاكور أكثر من 150 مباراة.