|


سعد المهدي
احتياجات المنتخب ليست في السوبر ماركت
2022-04-12
الثناء على ما فعله الجيل الماضي في الغالب محاولة للهروب من منح الحاضر ما يستحقه، الاعتراف قد يأتي متأخرًا “ينالونه عند انتهاء مرحلتهم ويدفع ثمنه الذين يلونهم” وهكذا، ويمكن تفسير ذلك إذا أحسنا النية “أن الحكم على التجربة يحتاج الانتظار حتى اكتمالها”.
الكيل بمكيالين يجيز تجاهل كم احتاج نجوم جيل كروي من سنوات ليحققوا منجزًا لناديهم أو منتخب بلادهم، فيما تتم محاسبة نجوم جيل على “أوهام” يطالبونهم بتحقيقها، لأنهم يلعبون لنادٍ لا “نحبه”.
رغم أنهم تجاوزوا من قبلهم في “المحاكاة” لنظرائهم عالميًّا، وأنجزوا “الأهم” بأقل مما صرف على من قبلهم “تمجيدًا” وإعلاء في سماء النجومية.
أنا من الذين يرون أن نحفظ لكل جيل كروي حقه من الاحترام والامتنان على ما قدَّمه.
وأن نذكره بما يستحق في أي مناسبة ذات صلة، لكن لست مع من يجعلونه حجر عثرة لمن هم بعده، ولا مع من يهومون الغير أنه كان يملك نجومية مطلقة، معتمدين على جمع أفضل ما عنده في “كليب” و”قصاصات” أو نسب إنجازات ناديه والمنتخب له، خلاف تلفيق قصص وتمرير المعلومات غير صحيحة التي تصنع منه “سوبر مان” زمانه.
الجيل الكروي الحالي الذي تأهل للمرة الثانية تواليًا للمونديال، من بينهم من تأهل مع المنتخب الأولمبي إلى الأولمبياد بعد انقطاع.
ومن حقق مع ناديه دوري أبطال آسيا مرتين يتعرض من البعض قبل تأهله لمونديال 2022م إلى التخذيل وبعده إلى التشكيك، كل همهم ألا يلعب “فلان” والخشية أن يوفق “علان” ويسجل هدفًا، يصورون أن قائمة “المنتخبات” سلة بضائع يدفعونها في ممرات “سوبر ماركت”، ليضعوا فيها ما يناسب أذواقهم أو يفيد “طبختهم”.
قائمة المنتخب منذ إعلانها لتصفيات المونديال وحتى التأهل ليس من بينها “المهاجم” أو “المدافع” الذي نتمناه، ويمكن له أن يميز هاتين الخانتين، لكن الكل اجتهد وقدم ما لديه خلال أكثر من سنتين لعب وحقق الهدف المنشود.
أما المطالبة بصناعة بدلاء لهم من المحليين أو التجنيس فالأولى “تعجيز” والثانية “تخبيص”، على الجميع تفقد طريقة من يقفون خلف المنتخب ما إذا كان بغرض إسناده أم دفعه ليسقط.