|


د. حافظ المدلج
حياة القصيبي
2022-04-13
في مثل هذا الشهر الكريم عام 1431هـ انتقل من رحمة الله إلى رحمة الله أفضل إداري في تاريخ المملكة العربية السعودية المغفور له بإذن الله "غازي القصيبي"، وكتبت حينها مقالاً لتعزية الوطن في فقيده، وعقدت العزم على كتابة مقال عن الراحل في كل "رمضان" قادم وفاء لرجل خدم الوطن والمواطن والمقيم، فهذا مقالي الثالث عشر عن جوانب من "حياة القصيبي".
منذ أكثر من عشرين عاماً وأنا أكلف طلبتي في الجامعة بكتابة "قراءة في كتاب" بهدف تعويدهم على القراءة وتلخيص ما يقرأون، وقد كانت شروطي في اختيار الكتاب بسيطة لتوسيع دائرة الاختيار، حيث اشترط أن يكون للكتاب علاقة بعلم الإدارة، وألّا يكون كتاباً منهجياً يقرر عليهم كمرجع في الجامعة، وأن يكون الكتاب مشهوراً، وأترك للطلاب حرية الاختيار وفق هذه الشروط لرغبتي في زيادة تفاعلهم مع التكليف، والعجيب أن الكتاب الذي ما زال يقع عليه اختيار الغالبية هو كتاب "حياة في الإدارة" للراحل الكبير، وكأنهم يريدون التعلم والاستفادة من "حياة القصيبي".
كتاب "حياة في الإدارة" طبع عام 2003، وآخر مرة رأيت فيها الكتاب كانت الطبعة 18 وربما صدرت طبعات أخرى، وما زال الكتاب يحتل مكانة في قائمة "الأكثر مبيعًا" إلى اليوم كدليل على ثراء الفكرة وروعة الأسلوب ووصول الفكرة إلى العقول والقلوب، ومن لم يقرأ الكتاب فأنصحه بقراءته لأنه ممتع جداً أعدكم بأنكم لن تملون تقليب صفحاته التي تجاوزت 350 صحفة في رحلة ممتعة مع الرجل الإداري الأديب المميز الذي يحكي لكم بكل شفافية "حياة القصيبي".

تغريدة tweet:

ما زلت إلى اليوم استشهد بمقتطفات من الكتاب في محاضراتي، لأن كلمات الراحل تحاكي واقع الحال اليوم وغداً، فهو يكتب بروح المسؤول وحس المسؤولية الذي مكنه من التميز في إدارة أربع وزارات وسفارتين وترك وراءه أثراً تذكره الأجيال فتشكره، والكتاب رصد ثري لرحلة عمل ثرية تخللتها الكثير من الأزمات التي تعامل معها بحكمة وصبر ودراية، فقد أدار الكثير من الملفات الشائكة التي تقدم دروساً إدارية هامة لكل مدير يريد أن يتعلم من أفضل الإداريين على الإطلاق، ولذلك أكرر دعوتي لكل من لم يقرأ الكتاب بعدم التردد في قراءته لأنه سيضيف له الكثير من المعرفة بإذن الله. وعلى منصات القصيبي نلتقي.