أطلّ مسلسل “العائلة” على متابعي الدراما الرمضانية، عام 1994م، بمخرجٍ وبطلٍ مختلفين عما خُطِّط له مطلَع مرحلةِ التحضير، ومع ذلك لاقى انتشارًا واسعًا، وأعيد مراتٍ عدّة، وتُنسَب إليه باكورة محاولات الشاشة الصغيرة معالجة آفة التطرّف.
بدأ عرض المسلسل، المؤلّف من 28 حلقة، في 11 فبراير من ذلك العام، الموافق بداية شهر رمضان 1414هـ. وكان الراحل عاطف الطيب المرشح الأول لإخراجه، باقتراحٍ من الراحل وحيد حامد، المؤلف والسيناريست، وافق عليه اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، جهة الإنتاج.
لكن الطيب اعتذر لانشغاله بإكمال تصوير فيلم “كشف المستور”، لنبيلة عبيد، كي يلحق بركب أفلام إجازة عيد الفطر. على إثر ذلك، أسند قطاع الإنتاج في الاتحاد إخراج “العائلة” إلى الراحل إسماعيل عبد الحافظ، الذي كان مشغولًا آنذاك بتصوير الجزء الخامس من مسلسل “ليالي الحلمية”. وقرر القطاع تأجيل ذلك الجزء، إلى عام 1995م، لتفريغ المخرج لمسلسل وحيد حامد، ما أثار حفيظة الراحل أسامة أنور عكاشة، مؤلف “ليالي الحلمية”.
على صعيد البطولة، كان الراحل نور الشريف مرشحًا للشخصية الرئيسة “كامل سويلم”. لكنها ذهبت إلى الراحل محمود مرسي، بترشيح من المخرج الجديد. وتنازل مرسي عن اشتراطه الدائم قراءة أي عملٍ بالكامل قبل الانخراط فيه، ثقةً منه في وحيد حامد بعد تعاونهما في مسلسل “سفر الأحلام”، الذي عُرِض عام 1986م. أما شخصية “فاطمة” فكان مفترضًا أن تؤديها الراحلة محسنة توفيق، لكنها اعتذرت، وقبِلتها الراحلة خيرية أحمد، رغم جدية الشخصية عكس طبيعتها وما اعتادت عليه من أدوار كوميدية. وفيما اعتذر هشام سليم عن عدم قبول دور “مصباح”، أدّاه طارق لطفي. وفي تصريحٍ لـ “الرياضية”، قالت الممثلة ليلى علوي، التي جسدت دور “مشيرة”، إن حامد كان صاحب رؤية مستقبلية، في “العائلة”، لواقع بعض المجتمعات العربية. وبدت علوي فخورةً بمشاركتها في المسلسل، الذي ركّز على تناول العلاقات الاجتماعية، وعدّته أحد أهم أعمالها على مدى مشوارها الفني.