لماذا كرة القدم؟
مَن يختار الرجل المناسب في المكان المناسب، ومَن يحدد معايير هذا الاختيار بعيدًا عن الأهواء الشخصية والحسابات والتجاوزات البعيدة كل البعد عن الإنصاف وتحقيق العدالة، خاصةً في مجال كرة القدم القائم على أساس واحد فقط، وهو التدرج وبذل المجهود ومواجهة المتاعب وتراكم الخبرات عبر سنوات طويلة، تبدأ من مرحلة البراعم وحتى الاعتزال؟ وكل هذه الخطوات تنطبق على جميع عناصر ومكونات اللعبة، مثل المدربين والإداريين وغيرهم من مختلف الأجهزة المساندة والمساعدة في الأندية والمنتخبات.
لقد دخل هذا المجال العديد من الأسماء والكثير من التخصصات المختلفة والمتنوعة، فمنهم المهندس المعماري، وأستاذ الجامعة، والتاجر، والمسرحي والسينمائي، ومجموعة كبيرة من مختلف التخصُّصات والاتجاهات، وكلهم دون أي تجربة سابقة، أو أي علاقة بكرة القدم. والجدير بالذكر أن أغلب هذه الأسماء لا تستمر في المناصب التي تحصل عليها، ولا تترك أي أثر، أو بصمة واضحة لتحقيق الفائدة، والغريب أن أغلب هذه الأسماء، وبعد أن تأخذ مكانها في الإدارة الرياضية، أو في الإعلام، تبدأ بالتحدث عن احترام الأنظمة والقوانين، وأن كرة القدم علم متطور، ولا يجب أن يعمل، أو أن يتحدث عنه إلا أصحاب الاختصاص، وكثيرًا ما تسمع في أحاديثهم وتعليقاتهم من خلال البرامج الرياضية، خاصةً قبل وبعد المباراة، أن كرة القدم لا يوجد فيها “واسطة” أو مجاملة، ولا يجب أن يصل اللاعب إلى مرحلة التمثيل الأساسي إلا إذا مرَّ بمراحل عدة، كلها جد واجتهاد ومجهود.
على مبدأ “المستقبل يبنى على الماضي”، استمرت نجاحات النادي الأهلي المصري منذ تأسيسه وحتى الآن، ولا مجال للتغيير، أو السماح لأي فكرة أو اقتراح قد يؤثران على الهوية التاريخية للنادي العريق، وعلى مدار 113 سنةً، نجح النادي فيها بتدوين اسمه بحروف من ذهب بين الأندية العالمية وليس المصرية فقط، وهذا استحقاق ثابت، تتحدث عنه البطولات التي وصلت إلى 136 بطولة، وهو عدد يفوق ويتعدى عدد سنوات تأسيس النادي.
ومن أهم وأكثر القرارات التي ساعدت الأهلي المصري على التميز والتفوق على الجميع التمسك والالتزام الكامل بمسألة اختيار الأجهزة الفنية والإدارية، وأن كل مَن يعمل في النادي يلتزم بمبدأ وقانون “الرجل المناسب في المكان المناسب”، وعلى هذا الأساس يتفق الجميع، ويتم توزيع الأدوار، وتحترم الصلاحيات. ولا شك في تداخل جميع التخصُّصات وإدارات وأجهزة النادي في العمل اليومي والدائم من أجل تحقيق النجاح، إلا أن مسألة كرة القدم وعلاقة واهتمام الجماهير بالفريق الأول، تفرض على مجلس إدارة النادي الاهتمام باختيار مَن يدير ويخطط ويضع جميع الاحتمالات والحلول لاستمرار تحقيق البطولات، والمحافظة على مكانة وتاريخ النادي، ومن هنا جاءت فكرة تكوين لجنة تخطيط، أو لجنة كرة، تتكوَّن من أبناء النادي أصحاب الخبرة، مثل الدكتور طه إسماعيل، والكابتن محسن صالح، وحسام غالي، وزكريا ناصف، وخالد بيبو، وكل هذه الأسماء لها تاريخ وقدرات، تؤهل كل واحد منها لأن تكون “الرجل مناسب في المكان المناسب”.