|


سعد المهدي
لماذا هم ضد نادينا؟
2022-04-24
النادي الذي تشجعه تتمنى له انتصارًا دائمًا وبطولات لا تنقطع، لن تضيع أي وقت في التفكير فيما يقوله "محلل كروي" ينتقد أداء اللاعبين أو خطة المدرب، تبتسم بسخرية من تعليقات الجمهور المنافس، تعلق على ردة فعل الإعلام بـ "موتوا بغيظكم"، ترد على توضيحات خبراء التحكيم ولجنته "راجعونا بكرة".
كل ما يجري طوال الموسم تكرر منذ قبل مواسم كثيرة، لا يبقى إلا ما دوّن في سجل البطولات، وشواهد من صور منصات التتويج، ناديك في سباق ضدهم جميعًا، أفضل عمل يمكن أن تقوم به أن تمضي في تمنياتك دون أن تلتفت، وأن تفرح إذا أصبح فريقك "مستهدفًا" من الكل، وناديك رأسه مطلوب دون أن "يطوله" أحد، ومسافة الانتصار والإنجاز بينه وبين البقية تطول.
ذات النادي والفريق لن يسلم من أضداده إن بات السنين بلا "منجز"، فلا تتركه وإن اختطفت سفنه الأمواج وبعُد المرفأ، ابقَ في قلبه محاطًا بالأضلع، ولا تسمع لغير دقّاته ولا تأمن لغيره إن ناداك ولو بالمنطق، هو يتشفّى ويشمت ويصب في جوفك زيف المشاعر، ويوغر صدرك على "العشق الكبير"، فلا تصدقه فتندم، فالزمن "دوّار" ومن سره ساءته أزمان.
الروائي إدوارد جاليانو في تصوير سيناريو لحالتي المشجع عند الفوز والخسارة، عندما تنتهي المباراة بفوزه: "يا للأهداف التي سجلناها عليهم، يا للدرس الذي لقناهم إياه"، وعند الخسارة: "لقد غشونا مرة أخرى، يا للحكم اللص"، هذه حقيقة التشجيع التي لا يمكن أن تفسر بغير ذلك، ولا أن تغيّر بقرار شخصي أو قانوني، لكن السيد جاليانو لا ينكر في النهاية أن كل شيء يمضي بلا رجعة.
يختم بالقول: "عندئذ تذهب الشمس ويذهب المشجع، تسقط الظلال على الاستاد بينما يفرغ من الحشود، وتشتعل هنا وهناك مواقد النيران على المدرجات، بعض مواقد النيران سريعة الانطفاء، بينما تنطفئ الأنوار والأصوات، ويبقى الاستاد خاويًا، ويرجع المشجع كذلك إلى وحدته، إلى الأنا التي كانت نحن".
تداخل صوت المشاعر مع كلمة الحق لا يعني أن المشاعر مصطنعة ولا أن الحق ما قالته، ليبقى كلٌ على ما يعتقده، لا تطلب تغيير اتجاه مجرى النهر.. وجدّف كيف تشاء.