يكن: طوبة أضاعت حلم المونديال.. والحكم تساهل
مصر وزيمبابوي.. 100 ألف يفطرون في المدرجات
ستظل مباراة منتخب مصر الأول لكرة القدم أمام نظيره زيمبابوي في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم عام 1994 في أمريكا، التي جرت في 7 رمضان 1413هـ الموافق 8 فبراير لعام 1993م، راسخة في أذهان الجماهير المصرية والعربية بسبب “طوبة طائشة” حرمت الفراعنة من حلم الوصول إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي، بعد إنجاز الوصول إلى كأس العالم عام 1990 في إيطاليا.
فعلى ملعب القاهرة الدولي، احتشد أكثر من 100 ألف متفرج مصري، وفضَّلت الجماهير الإفطار على مقاعد المدرجات، لضمان حجز مكان مبكرًا لمتابعة المباراة، كان مشهدًا استثنائيا حينما تحوّل ملعب القاهرة إلى ما يشبه وليمة إفطار جماعي. وتأخر المنتخب المصري بهدف عن طريق إيجينت ساوو في الدقيقة الخامسة، ولم يخرج لاعبو المنتخب من الشوط الأول خاسرين، فأحرز أشرف قاسم هدف التعادل من ركلة جزاء في الدقيقة 32 تسبَّب فيها إسماعيل يوسف، وفي الدقيقة 40 عزَّز حسام حسن النتيجة من خلال تمريرة عن طريق أحمد الكاس، لينتهي الشوط الأول بتقدم المنتخب المصري بهدفين لهدف، واقتراب تكرار إنجاز الوصول إلى مونديال 1990 في إيطاليا، إلا أن مصر دفعت ثمن طوبة، ذكرها حكم اللقاء في تقريره، ألقيت من المدرجات لتصيب الألماني فابيتش، مدرب منتخب زيمبابوي، وهي الطوبة التي كانت كفيلة باتخاذ الاتحاد الدولي لكرة القدم قرارًا هو الأول والأخير من نوعه بإعادة المباراة في أرض محايدة.
المنتخب المصري كان في المركز الثاني برصيد 7 نقاط، متأخرًا عن زيمبابوي، صاحب المركز الأول، بنقطتين، ويحتاج الفوز للتعادل معه في النقاط، والصعود بفارق الأهداف إلى المرحلة الثانية.
وفي الدقيقة 28، توقفت المباراة عقب أن تعرض مرسيدس، لاعب زيمبابوي، للرشق “بطوبة”، ويخرج الجابونى ديرمبا، حكم المباراة، من الملعب، وتدخل المصري محمود عثمان، الحكم الدولي السابق، وأقنع الحكم بالعودة واستكمال المباراة بعد 4 دقائق من التوقف. ثم بعد ذلك، ادعى فابيتش، مدرب زيمبابوي، تعرضه للإغماء بعد إصابته بطوبة، إضافة إلى ادعاء بروس جروبيلار، حارس زيمبابوي وليفربول الإنجليزي، بإصابته بطوبة هو الآخر.
وأكملت بعد ذلك المباراة، وانتهت بفوز مصر بهدفين لهدف، ولكن حكم المباراة ذكر في تقريره أنه ألغى المباراة في الشوط الأول واستكملها لدواعٍ أمنية، وبالفعل جرت المباراة في فرنسا، وانتهت بالتعادل السلبي، وتأهل منتخب زيمبابوي إلى المرحلة الثانية من التصفيات.
وقال لـ “الرياضية” هشام يكن، لاعب منتخب مصر السابق والزمالك: “خلال هذه المباراة كنت كابتن منتخب مصر، وكان لدي حلم في الوصول إلى نهائيات كأس العالم في أمريكا عام 1994 للمرة الثانية على التوالي، وقيادة الفراعنة في المونديال، وكان لا بد من الفوز بنتيجة مباراة زيمبابوي للوصول إلى المرحلة الأخيرة من التصفيات، وبالفعل قدَّمنا مباراة قوية، واستطعنا الفوز بنتيجة 2ـ1، على الرغم من الهدف الذي دخل مرمانا في الدقيقة الخامسة
وأضاف : “منتخب مصر كان يضم معظم اللاعبين الذين شاركوا في مونديال عام 1990 باستثناء جمال عبد الحميد، ومجدي عبد الغني، وربيع ياسين، ويضم لاعبين على مستوى عالٍ، وكان يستحق الوصول إلى المونديال، ولم يكن هناك سبب للأحداث التي شهدتها المباراة، لأننا كنّا الأفضل، وقد بالغ لاعبو زيمبابوي ومدربهم في التمثيل وادعاء الإصابة، وحتى الآن لم يتم اكتشاف من قذف الطوبة، وقد ضيّعنا حقنا بأيدينا، وعلى الرغم من إعادة المباراة في فرنسا، فقد كنّا الأفضل، وأضعنا العديد من الفرص السهلة، التي كانت كفيلة بالخروج فائزين بنتيجة كبيرة، ومن أشهرها فرصة مجدي طلبة على خط المرمى”.