من الجيد بل من المفترض أن توصي أصدقاءك بأن يقرروا قرارات جيدة، وأن يتصرفوا بحكمة من دون اندفاع، لكي لا يرتكبوا أخطاءً تتعبهم في أيامهم، ولأنني خبير أخطاء صرت لا أتوقف عن نصح من أحب، لكي لا يكرروا أخطائي، خصوصًا الشباب.
ولا أعرف إن كان صمتهم أثناء إعطائي النصائح لهم هو استماع من أجل الفائدة، أو صبرًا واحترامًا، لكنني اكتشفت متأخرًا بأنني أمارس إعطاء النصائح كهواية لا حرصًا على سلامة الأصدقاء من مطبات الحياة، لأن البطولة الحقيقية في أن تفعل ما توصي غيرك أن يفعلوه، وأن تكون مثالًا ناجحًا أمامهم.
قبل شهر أرسل لي أحد الأصدقاء صورة لرسالة قام بكتابتها أثناء الحجر المنزلي في عز أزمة كورونا، يقول إنه ومع قراءته لأخبار كورونا ومتابعته للتفاصيل اعتقد أنها النهاية، فأخرج ورقة وكتب وصيته، ثم كتب على ظهر الورقة رسالة لزوجته أشبه بالخاطرة، وضع الرسالة في ظرف وأوصى زوجته ألا تفتحه إلا بعد رحيله، وعندما عدت الأزمة وهدأت النفوس أخذ الرسالة وفتحها ليكتشف أنه كان يسبح في بحر من الخوف.
ما لفت نظري هو ما كتبه لزوجته، وكيف أنه كان يعتذر منها على أخطائه وحماقاته وغبائه، وكيف يرى أنها تحبه فعلًا، لأنها تحملته طوال سنوات، وأنه لو عادت الظروف إلى سابق عهدها وتخلصوا من الجائحة فسيعوضها عن كل ذلك، وسينفذ وعده الذي قطعه لها قبل الزواج بأنه سيأخذها رحلة سياحية ويستأجر شقة مطلة على البحر، وسيتناولان فطورهما على الشرفة مثلما كانت تتمنى.
كان الصديق قد أرسل صورة الرسالة لي ليقول: انظر كيف تخليت عن وعودي بمجرد أن زال الخوف من كورونا، وبعد أن استعدت قوتي عدت إلى سلوكي القديم، فلم نسافر ولم أستأجر لها شقة على البحر، مع أنني أملك المال وعندي الوقت. رددت عليه ردًا قاسيًا من باب الميانة، لكنها قساوة محب، وقلت له لا تتواصل معي حتى تفي بوعدك معها، بالأمس أرسل لي صورة فطورهم الصباحي معها على الشرفة ويبدو البحر فيروزيًّا ورمال الشاطئ بيضاء لامعة.
شعرت بأنني فعلت خيرًا بصديقي، وتمنيت أن تكون رحلته مع زوجته بداية لأوقات سعيدة قادمة، لكنني ارتكبت خطأً فادحًا عندما قلت للمدام ما فعله لصديقي، وكيف أنني دفعته لكي يفي بوعده لزوجته، حينها قالت: شوفوا منو يتكلم.. لو نسيت اللي جرى.. هات الدفاتر تنقرا!. التزمت الصمت ولم أدافع عن نفسي، لأنني أدرك تمامًا بأنني سأهزم لو فتحت باب النقاش، وستكون هزيمة مريرة وسأضطر للاعتذار والتبرير عن كل ما وعدت ولم ألتزم به، خرجت وأنا على حقيقة جديدة، أنني أحب إلقاء النصائح دون الالتزام بها، وأكثر الظن أن أصدقائي يعرفون هذه الحقيقية، الحل للاستمرار في الهواية هو أن أقول بعد كل نصيحة: اسمعوا كلامي علشان ما تصيرون مثلي!
ولا أعرف إن كان صمتهم أثناء إعطائي النصائح لهم هو استماع من أجل الفائدة، أو صبرًا واحترامًا، لكنني اكتشفت متأخرًا بأنني أمارس إعطاء النصائح كهواية لا حرصًا على سلامة الأصدقاء من مطبات الحياة، لأن البطولة الحقيقية في أن تفعل ما توصي غيرك أن يفعلوه، وأن تكون مثالًا ناجحًا أمامهم.
قبل شهر أرسل لي أحد الأصدقاء صورة لرسالة قام بكتابتها أثناء الحجر المنزلي في عز أزمة كورونا، يقول إنه ومع قراءته لأخبار كورونا ومتابعته للتفاصيل اعتقد أنها النهاية، فأخرج ورقة وكتب وصيته، ثم كتب على ظهر الورقة رسالة لزوجته أشبه بالخاطرة، وضع الرسالة في ظرف وأوصى زوجته ألا تفتحه إلا بعد رحيله، وعندما عدت الأزمة وهدأت النفوس أخذ الرسالة وفتحها ليكتشف أنه كان يسبح في بحر من الخوف.
ما لفت نظري هو ما كتبه لزوجته، وكيف أنه كان يعتذر منها على أخطائه وحماقاته وغبائه، وكيف يرى أنها تحبه فعلًا، لأنها تحملته طوال سنوات، وأنه لو عادت الظروف إلى سابق عهدها وتخلصوا من الجائحة فسيعوضها عن كل ذلك، وسينفذ وعده الذي قطعه لها قبل الزواج بأنه سيأخذها رحلة سياحية ويستأجر شقة مطلة على البحر، وسيتناولان فطورهما على الشرفة مثلما كانت تتمنى.
كان الصديق قد أرسل صورة الرسالة لي ليقول: انظر كيف تخليت عن وعودي بمجرد أن زال الخوف من كورونا، وبعد أن استعدت قوتي عدت إلى سلوكي القديم، فلم نسافر ولم أستأجر لها شقة على البحر، مع أنني أملك المال وعندي الوقت. رددت عليه ردًا قاسيًا من باب الميانة، لكنها قساوة محب، وقلت له لا تتواصل معي حتى تفي بوعدك معها، بالأمس أرسل لي صورة فطورهم الصباحي معها على الشرفة ويبدو البحر فيروزيًّا ورمال الشاطئ بيضاء لامعة.
شعرت بأنني فعلت خيرًا بصديقي، وتمنيت أن تكون رحلته مع زوجته بداية لأوقات سعيدة قادمة، لكنني ارتكبت خطأً فادحًا عندما قلت للمدام ما فعله لصديقي، وكيف أنني دفعته لكي يفي بوعده لزوجته، حينها قالت: شوفوا منو يتكلم.. لو نسيت اللي جرى.. هات الدفاتر تنقرا!. التزمت الصمت ولم أدافع عن نفسي، لأنني أدرك تمامًا بأنني سأهزم لو فتحت باب النقاش، وستكون هزيمة مريرة وسأضطر للاعتذار والتبرير عن كل ما وعدت ولم ألتزم به، خرجت وأنا على حقيقة جديدة، أنني أحب إلقاء النصائح دون الالتزام بها، وأكثر الظن أن أصدقائي يعرفون هذه الحقيقية، الحل للاستمرار في الهواية هو أن أقول بعد كل نصيحة: اسمعوا كلامي علشان ما تصيرون مثلي!