|


رازوفيتش.. ابن أسطورة صربيا.. رجل نهائيات المجمعة

الرياض - إبراهيم الأنصاري 2022.05.18 | 03:55 pm

في صربيا يتداول الشعب الصربي مثل شعبي شهير يقول: «الإنسان يريد أن يكون أفضل من الآخرين، لكن أسوأ من ابنه»، وهو المثل الذي يعبر عن العلاقة التي تجمع الصربي فوك رازوفيتش مدرب فريق الفيحاء الأول لكرة القدم، مع برانكو رازوفيتش والده، أحد أساطير اللعبة في بلاده، والقائد التاريخي لبارتيزان عملاق بلجراد العاصمة الصربية.
في مدينة دورتموند الألمانية وقبل 49 عاماً، ولد الصربي فوك رازوفيتش حين كان والده برانكو الأسطورة الصربية، يخوض تجربة احترافية، رفقة بوروسيا دورتموند المارد الأسود والأصفر، وكان الطفل الصغير يشاهد مجد الأب في أعرق الأندية العالمية بعد مسيرة طويلة في الملاعب الصربية.
يقول رازوفيتش، إنه وجد نفسه منذ أن رأت عيناه الدنيا، في عالم كرة القدم، ترفيهاً وحياة وعملاً، وإنه كان مختلفاً عن الكثير من الأطفال الذين كانوا يفضلون الألعاب التي تتماشى مع أعمارهم، بالذهاب إلى ملعب كرة القدم، رفقة والده الذي كان لاعباً ومدرباً مشهوراً، ومحللاً في القنوات الفضائية.
كان برانكو رازوفيتش الأب، أحد نجوم الفريق الذهبي لبارتيزان بلجراد، الذي أبهر الكرة الأوروبية منتصف الستينات من القرن الماضي، حين استطاع بلوغ نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه وكأول إنجاز للنادي الذي ينتمي إلى البلد البلقاني الصغير في شرق القارة العجوز، حيث استطاع إقصاء مانشستر يونايتد في نصف النهائي، وتأهل لمواجهة ريال مدريد في نهائي عام 1966، قبل أن يخمد العملاق الإسباني المفاجأة ويتوج باللقب الأوروبي القاري.
بعد 8 أعوام من النهائي الشهير ولد في ألمانيا فوك رازوفيتش الذي كان يحلم بالسير على خطى والده النجم الشهير، ومواصلة المسيرة الأسطورية للأب في الملاعب، إلا أن مسيرته كلاعب لم تشهد نجاحات كبرى ومميزة، بعد أن مثل العديد من الأندية الصربية أبرزها بارتيزان بلجراد قبل أن يعتزل في موسم 2004.
وعلى عكس والده، لم ينجح فوك في أن يصبح لاعباً مميزاً لكن مسيرته التدريبية التي بدأها في العام 2012 كانت توحي للكثيرين، بأن الشاب الذي فشل في أن يكرر قصة والده لاعباً سيكون ناجحاً في الإدارة الفنية التي لم يستطع الأب أن يحقق فيها مسيرة ناجحة رغم المسيرة الأسطورية الخالدة التي سطرها لاعباً.
يقول برانكو رازوفيتش الذي يفخر بنجاحات ابنه المدرب، إنه دائماً ما كان يخاطب فوك بقوله: «أنت مدرب أفضل مني، لكنني كنت لاعبًا أفضل منك، وجميعنا راض عما حققه كلاعب ومدرب، وأتمنى له المزيد من النجاحات».
في السعودية كان للصربي موعداً مع النجاح، حين استطاع في تجربته الأولى قيادة الفيصلي إلى بلوغ نهائي كأس الملك موسم 2017-2018، قبل أن يخسره أمام الاتحاد 1ـ 3، كما سبق للمدرب البالغ من العمر 49 عامًا أن حصل على جائزة أفضل مدرب في الدوري السعودي في الموسم ذاته، قبل أن يرحل إلى الإمارات التي قاد خلالها فريقا الظفرة والوحدة.
مع مطلع الموسم الجاري عاد رازوفيتش إلى السعودية مرة أخرى، وإلى المجمعة تحديداً للمرة الثانية، لكن هذه المرة لقيادة الفيحاء الذي كان يطمح في أن يكرر تجربة جاره الفيصلي الذي بلغ نهائي كأس الملك مرتين، حيث خسر الأول مع رازوفيتش وتوج بالثاني الموسم الماضي أمام التعاون، ولم يخيب المدرب الصربي تطلعات مسيري الفريق البرتقالي، بعد أن قادهم إلى بلوغ النهائي الموسم الجاري، وإقصاء الاتحاد متصدر الدوري في نصف النهائي في المواجهة التي كان بطلها فلاديمير ستويكوفيتش الحارس الصربي، بفضل تصديه لـ11 تسديدة على مرماه وهو الحارس الذي صارع رازوفيتش من أجل إقناع إدارة الفيحاء بالتعاقد معه من بارتيزان بلجراد الصربي بسبب كبر سنه.
الخميس، سيكون يوماً خالداً في مسيرة الصربي، حال نجح في قيادة الفيحاء إلى تحقيق لقبه التاريخي الأول، حين يواجه الهلال الذي يعرف طريق منصات الذهب جيداً لكنه يخشى مفاجأة الكؤوس وبراعة فوك رازوفيتش.