|


رياض المسلم
عجوز المطار ومنتخب التافهين
2022-05-21
تقف في صالة مطار الملك خالد الدولي في مدينة الرياض امرأة سعودية متقدمة في العمر، يملؤها الفرح والبهجة، تصفق بحرارة لكل مارّ من طلابنا وطالباتنا في المنتخب السعودي للعلوم والهندسة الفائز بـ 22 جائزة عالمية في مسابقة “آيسف”، الموقف يستفز حس أحد الإعلاميين، فيسألها عن ابنها أو بنتها أو قريب لها ضمن الفائزين والفائزات، فترد بأنها لا تعرف أحدًا، لكنها حضرت إلى المطار لاستقبالهم فقط، كونها تقدر العلم وأهله، ولتحفزهم.
هذا المرأة العاشقة للعلوم، تقول في حديثها بأن من استقبلتهم هم “إحدى ثمرات رؤية ملهم الشباب، ورائد التغيير، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبدأنا نقطف الثمار”، معربة عن سعادتها بإنجازهم، وأنهم يحملون أكبر أواصر القرابة بالنسبة لها، وهي أنهم سعوديون.
الاحتفاء الشعبي بإنجاز أبنائنا غير المسبوق يعكس مدى الوعي لدى الكثير من المنتمين لهذا الوطن الغالي.
ليس كل من سافر إلى الخارج صنفناه بأنه ممثل عن السعودية، وهذا لا يكون إلا بصفة رسمية من الدولة، كما حدث أخيرًا في منتخب العلوم والهندسة تحت قيادة “موهبة”، وهؤلاء يحق لهم رفع راية الوطن عاليًا، والجميع يفاخر به، ولكن أن يلاحق “منتخب التافهين” من مشاهير السوشال ميديا في سفراتهم، ونجعل منهم ممثلين عن بلادنا، فهذا غير صحيح، فهم في النهاية يمثلون تربيتهم وأخلاقهم والبيئة التي نشأوا منها، وقبل ذلك أنفسهم، والمجتمع العالمي أذكى من أن يضع تصرفات منتخب التافهين تحت غطاء رسمي، ويميل إلى أن تصرفاتهم الحمقاء تمثل العامة من الشعب السعودي.
أذهب كثيرًا مع ما غرد به الكاتب الصحافي سلمان الدوسري، وجاء فيها: “لست مع الذين ينشغلون في متابعة التفاهة والتافهين، وملاحقة أخبارهم وتصرفاتهم وحماقاتهم، ويعتقدون أنهم قادرون على التأثير على صورتنا في الخارج.. كل شخص يمثل نفسه، وتصرفاته تعكس تربيته وحياته هو فقط. من يمثلنا في الخارج جهاتنا الرسمية، ولا يحق لأحد المزايدة على أفعالنا وأخلاقنا”.
هذه التغريدة تئد طموحات ثلة أهل التفاهة من مهرجيّ السوشال ميديا.. ففي النهاية من يمثلنا نعم هي الجهات الرسمية ووفودها، أما الحمقى فهم يمثلون حياتهم الخاصة، يملؤونها بالتفاهة كيفما شاؤوا، ونحن منهم براء.