|


طلال الحمود
الأهلي من الشام إلى قرطاج
2022-05-21
أعادت منافسات الموسم الحالي الإثارة إلى كرة القدم السعودية بعد نحو ثلاثة أعوام تأثرت خلالها اللعبة بتداعيات جائحة كورونا، وزادت صفقات الانتقال من الإثارة حتى تحول بعضها إلى معارك قانونية في لجان التحكيم ووسائل الإعلام. واللافت أن عام 2019 الذي سبق الجائحة عرف واحدًا من أقوى المواسم في تاريخ كرة القدم السعودية، بعدما أشعل صراع النصر والهلال المنافسة في القمة، بينما تحول الهرب من الهبوط إلى معركة كان الاتحاد أهم أطرافها، قبل أن تعود الإثارة في الموسم الحالي بسباق الاتحاد والهلال نحو اللقب، ودخول الأهلي رسميًّا إلى دوامة الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى في مشهد لم يكن أكثر أنصار النادي العريق تشاؤمًا يتوقعه قياسًا على قائمة الفريق الزاخرة بالنجوم والموازنة المالية الكبيرة التي تمتلكها الإدارة.
ومع بقاء أربع مباريات في الدوري بات الأهلي قريبًا من مغادرة دوري الأضواء للمرة الأولى في تاريخه، خاصة أن مواجهات الفريق المقبلة لا تقل صعوبة عن سابقاتها، ويكفي أنه سيخوض مباريات مصيرية ضد أبها والرائد الساعيين لتأمين البقاء، بينما سيواجه النصر في مباراة صعبة قبل أن ينهي مشواره باللعب ضد الشباب في الرياض، وهذه الأخيرة في حال وصلها الأهلي دون تأمين البقاء في الدوري ستكون مهمة مستحيلة، وغالبًا لن يتردد خالد البلطان وفريقه في إلقاء النظرة الأخيرة على المنافس العنيد قبل إرساله إلى دوري الدرجة الأولى.
الأهلي الكيان العريق أخذ يترنح منذ سنوات وظهر خلال الموسم الحالي عاجزًا عن الوقوف ومصارعة الكبار، وتأكد لمحبيه أن حقبة مساعد الزويهري مجرد فترة طارئة صنعتها معنويات بعض اللاعبين وظروف الفرق المنافسة ومنها الجار الاتحاد الذي كان يعيش أسوأ أيامه حينها، ما يعني أن الأهلي بحاجة إلى إعادة بناء تتطلب الاستغناء عن اللاعبين المحبطين وفي مقدمتهم صانع الانتصارات عمر السومة الذي لن يستطيع استعادة توهجه في الأهلي، بعدما انتقل من مهمة قيادة الفريق للبطولات إلى مساعدته على النجاة من الهبوط.
عانى الأهلي منذ السبعينات عقدة طارق ذياب والكرة التونسية، وباتت تعاقداته تدور بحثًا عن لاعب تونسي يعيد عقارب الساعة إلى عصر ذلك اللاعب، حتى أن إدارة النادي تعاقدت بعد عودة اللاعبين الأجانب في التسعينات مع ثلاثة لاعبين توانسة دفعة واحدة، واستمر الأهلي دهرًا يبحث عن ذياب جديد، قبل أن يأتي السومة ليأسر قلوب الجماهير لتبدأ رحلة جديدة للبحث عن لاعب سوري يعيد ذكرى السومة ويبعث أمجاد الأهلي.