|


أحمد الحامد⁩
سيارات وضغوط نفسية
2022-05-23
من الطرق السريعة لمعرفة طباع الأشخاص مرافقتهم عدة مرات أثناء قيادتهم للسيارة، حينها ستتعرف عليهم أكثر من معرفتك لهم خلال لقاءاتك معهم في المقاهي أو العمل، اكتشفت هذه الطريقة السريعة عندما رافقت العديد من الأصدقاء، وتعرفت على طريقة تفكيرهم وحسن وسوء تصرفاتهم أثناء قيادتهم لسياراتهم.
كان أحد المعارف لا يعطي أي مجال لمن يقود سيارة فارهة لكي تتجاوزه، كان يقول إنهم مجرد محظوظين لا أكثر، وإنه أكثر ذكاءً منهم لولا حظه العاثر، كان يفعل ذلك معتقدًا أنه ينغص عليهم متعتهم بسياراتهم الجميلة، أظهر سلوكه ذاك صفته الحقودة، وعرفت عن أحد الأصدقاء أنه من النوع الذي يغرق من أول (شبر ميه) عندما رافقته في نزهة بالسيارة، تفاجأ أن الطريق العام الذي يسلكه صار مغلقًا قبل أن نصل وجهتنا، فارتبك وأربك السيارات خلفه، للدرجة التي اضطررت فيها لتطمينه فقلت له: لا عليك سنجد طريقًا آخر يعيدك إلى بيتك، ثم أثبتت لي الأيام أنه مع طيبة قلبه لا يحسن التصرف عند أي طارئ أو ما يخالف ما اعتاد عليه، وأعرف اثنين أظهر سلوكهما في قيادتهم للسيارة مدى صدقهما وأمانتهما، أحدهما صدم سيارة متوقفة، فتوقف وانتظر عودة صاحبها أكثر من ساعة، ولم يغادر المكان إلا بعد حضور صاحب السيارة وبعد أن أتم إجراءات الحادث، والآخر كان في إحدى الدول الأوروبية، صدم سيارة متوقفة وهرب، كان الشارع مظلمًا وظن أن أحدًا لم يشاهده، لكنه تفاجأ بعد عدة أيام برسالة وصلته على البريد تطالبه بالحضور للمحكمة، كانت كاميرات الشارع قد صورته أثناء صدمه للسيارة المتوقفة، قال له القاضي إن الحوادث تقع دون قصد من السائقين، لكن الهروب يكون بقصد، ثم سأله: ماذا لو كان هناك أطفال في السيارة التي صدمتها وهربت؟. كان أحد المعارف كثير الكلام والجدل والخلافات مع أقاربه، ويبدو أنهم كانوا لا يتوقفون عند ما كان يفتعله معهم احترامًا لوالده الطيّب، لكن سائقي السيارات لا يعرفون والده لكي يسامحوه إذا ما افتعل مشكلة معهم، اختلف مع أحد السائقين على من يمر أولًا، ولأنه يرى بأنه على الحق دائمًا أخرج رأسه من شباك سيارته وتلفظ بمفردات غير لائقة على سائق السيارة، كانت تلك المرة هي المرة الأخيرة التي يختلف فيها مع شخص لا يعرف والده، لأن ما وصله من لكمات من السائق كان كافيًا لتهذيبه عندما يقود سيارته. وبما أن الحديث عن سلوكيات السائقين وكيف أن قيادتهم تظهر صفاتهم، قرأت تقريرًا أمريكيًا يقول إن عادات القيادة لدى النساء أفضل من الرجال، وحسب شركات التأمين فإن النساء أكثر حذرًا على الطريق، وهذا ما يجعل تسببهن للحوادث أقل، ويقول التقرير إن الرجال لديهم اهتمام أقل بقوانين المرور، ويقودون ويخاطرون بشكل أسرع من النساء، وأن الرجال يتسببون فيما نسبته 71 بالمئة من الوفيات بسبب حوادث الطرق. لم يذكر التقرير أمرًا مهمًا، أن الحوادث التي يتسبب فيها الرجال سببها الضغوط النفسية، من برأيكم يضع الرجال في ضغوط نفسية؟