|


أحمد الحامد⁩
تايسون وماي بيل
2022-05-24
قبل حوالي أسبوعين انتشر مقطع فيديو للملاكم مايك تايسون وهو يجلس في الطائرة، بينما الشخص الذي في الخلف واقفًا ويوجه له كلمات غير واضحة لنا، فجأة يقف تايسون ليعيدنا إلى أيام مجده على الحلبة، مسددًا عدة لكمات للرجل الذي في الخلف.
كان واضحًا أن تايسون لم يتقصد أن تكون لكماته قوية، ولكنها لكمات تايسون، ولأنها لكماته بدت آثارها واضحة على وجه الشخص، انتشر الفيديو وأصبح (ترند) على وسائل التواصل ومحطات التلفزيون، والترند يعتبر أمرًا طبيعيًا كون الحادثة حدثت مع واحد بشهرة مايك. لكن ما هو غير طبيعي أن ينتشر في السوشل ميديا سبب غير صحيح على أنه الذي أثار مايك وأخرجه من هدوئه، قرأت في عدة مواقع وتعليقات كثيرة أن كل ما أراده المعجب من تايسون هو التقاط صورة سيلفي، لكن تايسون أجاب طلبه باللكمات، وقرأت تعليقًا من ضمن التعليقات يقول صاحبه: “ما تنتظرون من شخص لم يتعلم في حياته سوى توجيه اللكمات!”، قبل أمس رفض المدعي العام لمقاطعة سان ماتيو في الولايات الأمريكية المتحدة توجيه اتهامات ضد تايسون، وقال: “إن مكتبه راجع مقاطع الفيديو وتقارير الشرطة وقرر عدم توجيه اتهامات”. أما السبب والذي لم يظهره مقطع الفيديو المنتشر فلأن تايسون كان قد التقط عدة صور مع الرجل الذي ضربه مايك، وتحدث معه حديث مجاملة، لكن الرجل الثمل استمر بإزعاج مايك بصورة مستفزة مدة طويلة. لست متأكدًا إن كان الذين حكموا مسبقًا على تايسون بأنه رفض التصوير مع المعجب سيراجعون أنفسهم في المرات القادمة سواء كان تايسون أو غيره، وأن لا يساهموا في تشويه صورة أحد مرة أخرى، للسوشل ميديا فوائد كثيرة، لكن من سلبياتها أنها بيئة خصبة لصناعة اعتقادات خاطئة وأخبار غير صحيحة، وهذا ثمن باهظ.
في كل مرة أقرأ فيها خبرًا عن التحاق رجل في السبعين أو الثمانين في الجامعة أتذكر أنني تركت أشياءً لاعتقادي بأنني أصبحت كبيرًا، ثم أقرأ خبرًا عن تحقيق كبار السن لرغباتهم المؤجلة فتتولد عندي آمال جديدة بأن الذي فات لم يفت، آخر خبر قرأته عن امرأة تخرجت من الجامعة بعد أن بلغت 82 عامًا، تقول ماي بيل: “إنها أرادت تعلم إدارة الأعمال لكي تنمي أعمالها في تنظيم الفعاليات”، أي أنها وهي في هذا السن ما زالت تخطط للمستقبل. ربما يعيد هذا الخبر حسابات الكثيرين الذين اعتقدوا أنهم لم يعودوا يصلحون إلا للتقاعد، أعرف صديقًا بلغ السبعين قبل أسابيع، ويفرض علينا أن نعامله معاملة “شيلوني وحطوني وأخذوني ورجعوني”، سأخذ له خبر تخرج ماي بيل وتخطيطها للمستقبل، سأقول له: “انظر.. في الثانية والثمانين من عمرها وما زالت تعمل.. وأنت في السبعين ولا تفعل شيئًا”، سأحاول.. ربما نتخلص من استغلاله لنا كونه يعتبر نفسه (شايب) ويجب أن نعمل على خدمته!.