|


عبد العزيز الزامل
ماد ماكس.. ثلاثية تنتهي وأخرى تكمل
2022-06-07
‏‏في نهاية السبعينيات الماضية تعرفنا على شخصية “ماد ماكس” وعالم أفلامه المثيرة حيث تنتشر الفوضى والأزمات وسط صراع القوة لأجل الطاقة “أو على الأقل هذه كانت الفكرة الأساسية للعمل قبل أن تتحول مع مرور السنوات إلى فكرة أخرى مختلفة بذات الطابع”.
‏الفيلم الأول تدور أحداث قصته في عالم المستقبل حيث أدت أزمة الطاقة إلى تفكك المجتمع وانتشار عصابات الدراجات النارية ذات المظهر الفظيع التي ترهب المجتمعات النائية وتنهبها. بدأنا فيه مع شخصية ميل جيبسون الممثل الذي يعد أحد أبرز الممثلين في تلك الحقبة الزمنية قبل أن يقع في مشاكل زوجية، وفضائح تطرف عرقي أدت بالنهاية إلى انهيار أحد أبرز الممثلين في هوليود.
‏استمر ميل جيبسون في تأدية الدور لثلاثة أفلام صدت في عام 1979 و1981 ثم الثالث والأخير في عام 1985، انتهت حينها ثلاثية في مجملها “جميلة، فريدة، ومستحقة للمشاهدة” صحيح أن الأجزاء الثلاثة كانت تحمل تباينًا واضحًا في معايير الجودة والقوة، ولكن الأثر بالإجمال كملحمة مثيرة وجديدة كانت مستحقة للمشاهدة.
‏مرت السنوات، إلى أن وصلنا للعام 2015 حيث بدأت رحلة جديدة مع ماد ماكس، وهذه المرة وقع الاختيار على كل من الممثل “توم هاردي” والممثلة “تشارليز ثيرون”. ومعهم بدأت قصة جديدة. قصة تحمل عنوان (طريق الغضب). فيها بدأ المخرج جون ميلر في إظهار هذا الجزء الذي يعد الرابع بعد ثلاثين عام من التوقف، بسرد رواية تقع في صحراء واسعة يسيطر عليها المجرمين والأشرار، حيث يبدأ معها شخصية توم هاردي “ماكس” بمحاولة التمرد من أجل إعادة النظام والسيطرة على الماء الذي يعد هو الثروة المفقودة بدلًا من الوقود في الأجزاء الماضية.
‏مع هذه القصة يبهرنا المخرج ميلر بتحفة بصرية تبين مدى التطور البصري الملحوظ بين الأجزاء الماضية والجزء الحالي، وكيف تم استغلال التكنولوجيا والمؤثرات البصرية خير استغلال.
‏الجزء الرابع بعد سنوات طويلة يعتبر وكأنما هو فيلم مستقل بذاته، وخاطر فيه المخرج “ميلر” بحرصه الشديد على سرد الصورة للقصة بدلًا من القصة للصورة، وبالفعل كانت مخاطرة ناجحة جعلت من هذا الفيلم يحقق نجاح باهل ومتعة بصرية وسمعية لا تتكرر كثيرًا لدى مرتادي السينما. والنتيجة بالنهاية أخبار مفرحة بأن الرابع ما هو إلا بداية لثلاثية جديدة مرتقبة وبشدة.