|


طلال الحمود
نجومية صلاح
2022-06-11
واجه الشارع المصري خيبة الأمل بصمت، بعدما فشل منتخب بلاده في التأهل إلى نهائيات كأس العالم، وبالتالي الغياب عن أول مونديال يقام على أرض عربية، وتقبل كثير من أنصار "الفراعنة" خسارة نهائي البطولة الإفريقية والإقصاء من تصفيات الكأس العالمية بروح رياضية وإيمان بالقضاء والقدر، خوفًا من فتح باب الانتقادات حتى لا ينال بعضها من سمعة محمد صلاح، الذي بات يحظى بحصانة شعبية ضد النقد أو المحاسبة.
وأصبح صلاح الممل أثناء مباريات المنتخب المصري امتدادًا لتجارب سابقة خاضها الليبيري جورج ويا والغاني عبيدي بيليه وغيرهما، لتتواصل قصة النجم العالمي العاجز عن إرضاء الجماهير المحلية وتحقيق ما يوازي حبها ومتابعتها وتشجيعها لنشاط هؤلاء النجوم في أوروبا، ولا يبدو هداف ليفربول قادرًا في السنة الأخيرة على مواجهة المنافسين بحماسة وإصرار زميله السنغالي ساديو مانيه، الذي واجه صلاح على طريقة الفتوات ومعارك فريد شوقي ضد عادل أدهم في حارة نجيب محفوظ الافتراضية.
ويواجه صلاح انتقادات في الشارع المصري، إلا أصوات المنتقدين تتعرض للقمع من عشاق نجم ليفربول على وسائل التواصل الاجتماعي، فضلًا عن تحفظ الصحف ومقدمي البرامج في تناول سلبياته أو فتح المجال لمنتقديه، خوفًا من خسارة شعبيتها في الشارع الرياضي المتفق دائمًا على أن صلاح "على حق" حتى لو ظهر يتنزه على عشب الملعب أثناء المباريات المهمة، ما جعل الجميع يسير في تيار واحد نحو تمجيد مهاجم ليفربول وليس اللاعب المصري الذي لم يقدم شيئًا، قياسًا على شعبيته الجارفة واعتماد المنتخب عليه.
ولعل بعض مشجعي المنتخب المصري ما زالوا يتذكرون حسن شحاتة ومنتخبه الرهيب الذي أبهر العالم في بطولة كأس القارات، ويتمنون لو عاد حسني عبد ربه ورفاقه لارتداء القميص بدلًا من ضجيج صلاح والهالة الإعلامية التي جعلت منه نجمًا أسطوريًّا ضد الانتقاد، ومنحته أفضلية على محمود الخطيب وطاهر أبو زيد وجمال عبد الحميد وحسام حسن ومحمد أبو تريكة وغيرهم من أصحاب الإنجازات التي أدخلت الفرحة إلى بيوت المصريين، ودون أن يكون لأحدهم نجومية مطلقة على حساب المنتخب ولاعبيه وجماهيره.
لن يذهب صلاح بعيدًا وسيكتشف الشارع الرياضي المصري لاحقًا أنه انساق وراء عاطفته في تأييده المطلق لهذا اللاعب، وأن الاستماع لصوت العقل كان مهمًا في التعامل مع أداء صلاح وتقييمه، لاعتبارات من أهمها أن قميص المنتخب يمنح الشرف لمن يرتديه وليس العكس، حتى لو كان مهاجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح.