الشهري في 6 أعوام.. ذهب وفضيتان.. عالمية وأولمبياد
6 أعوام بين المحاولة الأولى، وملامسة النجاح في ثالث المحاولات، عثرات كانت بمثابة الزاد لطموحات سعد الشهري مدرب المنتخب السعودي تحت 23 عامًا، الذي صمد على طريق حلمه بثبات، إيمانًا منه بتجسيده إلى واقع، وهو ما كُتِب على الصفحة الأولى في تاريخ القارة، في الـ19 من يونيو 2022، عندما توج الأخضر تحت قيادته بطلاً خارقًا لآسيا، مع أرقام تاريخية.
أوزبكستان بمنتخبها، وجماهيرها، وملعبها الوطني، كانوا الشهود على تتويج البطل السعودي بالبطولة التي جعلها انتصاره الساحق غير مسبوقة، هناك في طشقند، حيث هزم 5 منتخبات التقاها من أصل 6، لم يتعرض أمامها لأي خسارة، بل أن شباكه لم تهتز منذ أول دقيقة في البطولة، وحتى آخرها، عندما فاز الأخضر على الأوزبكي "2-0" في مواجهة الختام، أمام أكثر من 25 ألفًا تزاحمت بهم مقاعد الملعب.
الشهري خسر هذه البطولة قبل نحو عامين، وتحديدًا في نسخة 2020 التي احتضنتها تايلاند، إذ أنهى الأخضر التحدي في المركز الثاني، عائدًا إلى الرياض بالميداليات الفضية، وبطاقة التأهل إلى أولمبياد طوكيو بعد غياب عن المحفل العالمي دام 24 عامًا آنذاك.
المدرب البالغ (42 عامًا)، واجه العديد من التحديات في مسيرته التدريبية مع السعودي، أبدى خلالها إصرارًا وعزيمة، لاتعرف الاستسلام، منذ خطوته الأولى في المنامة.
هناك، في عاصمة البحرين، دشن الشهري رحلته مع الصقور في عام 2016 في بطولة آسيا تحت 19عامًا، حيث سجل الانتصارات، وكان قريبًا من معانقة إنجازه الأول بعد بلوغه المباراة النهائية، ولكنه خسر أمام الساموراي الياباني بهدف نظيف، ليحتل وصافة القارة ويقود الأخضر الشاب إلى كأس العالم 2017، في كوريا الجنوبية.
وفي 2022، كان موعد الحصاد، بعزيمة لا يشوبها اليأس، وثقة لا يخالطها شك، المرة الثالثة باتت بالفعل ثابتة، مع نجوم الأخضر، ورسم فني دقيق من الشهري، توج المنتخب السعودي باللقب الآسيوي تحت 23 عامًا بالذهب، فوز مدجج بأرقام قياسية، فوز في 5 مواجهات، وتعادل وحيد، دون خسارة، دون استقبال أي هدف، إضافة للحصول على جائزة اللعب النظيف، أفضل لاعب في البطولة، ومعه قفاز المسابقة أيضًا، في مشاركة لن ينساها التاريخ للمنتخب الذي يقوده سعد الشهري.