أعلم بأن من ابتكر مقولة “اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب” قد توفاه الله، لأنها مقولة قديمة جدًا، وتمنيت لو أن قائلها على قيد الحياة، لذهبت إليه، حتى لو كان مسافرًا إلى سويسرا، أو الجنوب الفرنسي، أما ذهابي إليه فلسببين، الأول أنه قال هذه المقولة، التي دمرت أجيالًا عربية من الشباب.
سأعاتبه بشدة أقرب إلى الغلظة: هل عزّت الحكمة حتى تؤلّف هذه المقولة، التي لا علاقة لها بالمنطق لا من قريب أو بعيد؟ ألا تعرف شيئًا عن الاقتصاد، وأن التوفير في حسن التدبير؟ ألم تسمع يومًا عن حفظ القرش الأبيض لليوم الأسود؟ لا بد أنك ألفتها طمعًا في الحصول على مال أحدهم، كان عليك أن تكون مسؤولًا عمّا تقول، كان عليك على الأقل أن تقول: أبقِ بعض ما في الجيب لكي لا تقع في الحرج والعيب! وآمل أن لا تأخذني الحماسة فأعاقبه بتسديد لكمة إلى وجهه انتقامًا لكل الذين ندموا على تفريط أموالهم متأثرين بسوء نتيجة المقولة، لا أحب استخدام القوة لكن الإنسان يتهور أحيانًا. أما إذا وجدته طويلًا عريض المنكبين، حينها سأخفف من لهجتي، وقد أحولها إلى الهمس: والله الشباب يعاتبونك على المقولة ويقولون إنك ورطتهم فيها.. بصراحه ما لهم حق.. آنا قلت لهم ما لكم حق.. ما فهمتوا الحكمة مشكلتكم مو مشكلته! أما السبب الثاني، والأهم، للذهاب إلى من أطلق مقولة “اصرف ما في الجيب” حتى لو كان في سويسرا أو الجنوب الفرنسي، أن الدنيا حر، وهذه فرصة للسفر إلى الأجواء الأوروبية المعتدلة صيفًا. قبل أيام ذكّرني أحد الأعزاء بمقولة حكيمة، قال بأنني من أطلقها نفعًا للأمة وللتراث العربي، وبأنني قلتها تحت درجة حرارة 49: في الصيف يبيّن الكاش من الطفران! والمقصود بأن من لديه المال سيسافر إلى الأجواء الباردة هربًا من حرارة الصيف. على فكرة.. هذا المثل الحكيم أسلوبه حديث لأني من المجددين في أدب الأمثلة الحكيمة، وعليكم بالمعنى ولا يغركم أن الحكمة لا سجع فيها فتزهدون بها، لأن المعنى هو المهم. وعن السجع في الأمثلة قرأت مقالًا كتبه الكاتب الكبير أحمد رجب، رحمه الله، كان يتساءل عن معنى (كتاكت) المستخدمة في المقولة الشهيرة: يا قلبي يا كتاكت يا ما أنت مليان وساكت. وهل كتاكت ضرورية سجعيّة أم لها حكاية مجهولة. مع الأجيال الجديدة ستتغير الأمثلة، وتنقرض أمثلة اليوم، وتظهر أخرى تناسب الأجيال الجديدة، فكرت كيف ستكون أمثلتهم يا ترى؟ لا بد أنها ستكون من وحي بيئتهم ومفرداتها، أظنها ستكون على هذه الشاكلة إذا ما كان المثل لأخذ الحيطة والحذر: مهما كلامه حلو وجميل.. خل بينك وبينه إيميل!
سأعاتبه بشدة أقرب إلى الغلظة: هل عزّت الحكمة حتى تؤلّف هذه المقولة، التي لا علاقة لها بالمنطق لا من قريب أو بعيد؟ ألا تعرف شيئًا عن الاقتصاد، وأن التوفير في حسن التدبير؟ ألم تسمع يومًا عن حفظ القرش الأبيض لليوم الأسود؟ لا بد أنك ألفتها طمعًا في الحصول على مال أحدهم، كان عليك أن تكون مسؤولًا عمّا تقول، كان عليك على الأقل أن تقول: أبقِ بعض ما في الجيب لكي لا تقع في الحرج والعيب! وآمل أن لا تأخذني الحماسة فأعاقبه بتسديد لكمة إلى وجهه انتقامًا لكل الذين ندموا على تفريط أموالهم متأثرين بسوء نتيجة المقولة، لا أحب استخدام القوة لكن الإنسان يتهور أحيانًا. أما إذا وجدته طويلًا عريض المنكبين، حينها سأخفف من لهجتي، وقد أحولها إلى الهمس: والله الشباب يعاتبونك على المقولة ويقولون إنك ورطتهم فيها.. بصراحه ما لهم حق.. آنا قلت لهم ما لكم حق.. ما فهمتوا الحكمة مشكلتكم مو مشكلته! أما السبب الثاني، والأهم، للذهاب إلى من أطلق مقولة “اصرف ما في الجيب” حتى لو كان في سويسرا أو الجنوب الفرنسي، أن الدنيا حر، وهذه فرصة للسفر إلى الأجواء الأوروبية المعتدلة صيفًا. قبل أيام ذكّرني أحد الأعزاء بمقولة حكيمة، قال بأنني من أطلقها نفعًا للأمة وللتراث العربي، وبأنني قلتها تحت درجة حرارة 49: في الصيف يبيّن الكاش من الطفران! والمقصود بأن من لديه المال سيسافر إلى الأجواء الباردة هربًا من حرارة الصيف. على فكرة.. هذا المثل الحكيم أسلوبه حديث لأني من المجددين في أدب الأمثلة الحكيمة، وعليكم بالمعنى ولا يغركم أن الحكمة لا سجع فيها فتزهدون بها، لأن المعنى هو المهم. وعن السجع في الأمثلة قرأت مقالًا كتبه الكاتب الكبير أحمد رجب، رحمه الله، كان يتساءل عن معنى (كتاكت) المستخدمة في المقولة الشهيرة: يا قلبي يا كتاكت يا ما أنت مليان وساكت. وهل كتاكت ضرورية سجعيّة أم لها حكاية مجهولة. مع الأجيال الجديدة ستتغير الأمثلة، وتنقرض أمثلة اليوم، وتظهر أخرى تناسب الأجيال الجديدة، فكرت كيف ستكون أمثلتهم يا ترى؟ لا بد أنها ستكون من وحي بيئتهم ومفرداتها، أظنها ستكون على هذه الشاكلة إذا ما كان المثل لأخذ الحيطة والحذر: مهما كلامه حلو وجميل.. خل بينك وبينه إيميل!