أكدت الفنانة المصرية روجينا، أن هناك تطورًا وجرأة في الموضوعات الفنية، أدَّيا لتطور الدراما العربية، موضحةً أن الواقع هو دائمًا الورقة الرابحة لنجاح أي عمل.
وفي حوارها مع “الرياضية” بيَّنت روجينا أنها استفادت كثيرًا من المدارس الفنية التي شاركتها مسلسلها الأخير “انحراف”، كما تناولت موضوعات فنية أخرى.
01
كيف تصفين نجاح مسلسلك “انحراف”؟
الحمد لله، سعيدة بتفاعل الجمهور مع المسلسل، خاصةً أنني، وللمرة الأولى، أؤدي مثل هذه النوعية من الأدوار، وقد اجتهدت قدر المستطاع حتى تخرج الشخصية بشكل جديد ومختلف عن شكل الطبيبة النفسية المعروف لدى المشاهد، وتوقعت أن يلاقي استحسان الجمهور، لكنني لم أتوقع أن ينجح بهذا الشكل الكبير.
02
هل كانت هناك أسباب محددة دفعتكِ إلى خوض هذه التجربة؟
نعم، من أهمها أن “انحراف” عملٌ متكامل، خاصةً في السيناريو الذي أبهرني عندما عرضه عليَّ المؤلف مصطفى شعيب، حيث وجدته عملًا متشابكًا في أحداثه، ويحكي قصصًا حقيقية، وقد عرضت السيناريو على شخصين، أثق في رأيهما، وهما زوجي الدكتور أشرف زكي، وابنتي مايا، فأكدا أنه سيناريو جيد، وهو ما جعلني أعرضه على المخرج رؤوف عبد العزيز، الذي تحمَّس له جدًّا، وقال: إنه تجربة جديدة ومختلفة. ولأنَّ الممثل طمَّاع بطبعه، ويبحث عن العمل الذي يبرز قدراته التمثيلية، وجدت أن شخصية “حور” تشبع لدي ذلك الجانب، فسألت المخرج عن إمكانية تقديمي الشخصية كما أراها على الورق، فطمأنني وقال: إنني قادرة على التلوُّن، وعمل أمور لم تكن في خيالى ولا في خيال المشاهد، وآمن بموهبتي وقدمني بهذا الشكل الجديد، الذي أراه نقلةً نوعية في حياتي الفنية.
03
أصبحنا نرى مؤلفين يقدمون أعمالًا من الواقع، هل أصبح الواقع الورقة الرابحة لنجاح الأعمال الفنية اليوم؟
الواقع دائمًا الورقة الرابحة في كل شيء، خاصةً الفن، والفن ما هو إلا محاكاة للواقع الذي يعيشه المجتمع. نحن نقدم أعمالًا تؤثر في الجمهور، وتعالج قضاياه، وهذا هو الدور الحقيقي للفن بأن يطرح قضيةً معينة بكل أبعادها، ويحاول المساعدة في الوصول للحل.

04
حمل “انحراف” توقيع سميحة أيوب وأحمد فؤاد سليم وعبد العزيز مخيون وهم جميعًا مدارس فنية مختلفة، كيف تعاملتِ معهم؟
أشكرهم على ثقتهم بي، ودعمهم لي، ووقوفهم معي. التمثيل مع أساتذة كبار مثلهم شرف لي ولتاريخي كله، وقد تعلمت منهم ومن مدارسهم، فكل واحد منهم لديه مدرسة في التمثيل، وهم فنانون يعشقون التمثيل، ويحملون قدرًا كبيرًا من التواضع والحب لكل مَن يعمل معهم. كذلك أشكر زملائي الذين دعموني بمنتهى الحب، وكل فرد كان له دور في نجاح العمل.
05
على الرغم من بدء التحضيرات مبكرًا عقب رمضان 2021 إلا أن تصوير المسلسل استمر خلال رمضان 2022، لماذا؟
بالفعل استغرق التحضير وقتًا كبيرًا، خاصةً المناقشات في الورق، وتفاصيل الشخصيات، بدءًا من يوليو 2021. كذلك تواصلت مع أطباء نفسيين حتى أستطيع الدخول في تفاصيل الشخصية، التي أثرت فيَّ بشكل سلبي من شدة تركيزي عليها، فهي قاتلة ومريضة نفسية. العمل بشكل عام استغرق وقتًا طويلًا في التحضير، لأن كل موضوعاته فيها إسقاطات، إضافة إلى الخطوط الكثيرة داخل الأحداث.
06
يحاول الفنان تجنُّب تقديم دور يكرهه الجمهور من خلاله، هل فكَّرت بذلك؟
في الماضي نعم، أما اليوم فالوضع مختلف، فالجمهور يرى ويشاهد نجمه المفضَّل يوميًّا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ويتفاعل معه، لذا لم تعد علاقة الفنان بجمهوره تقتصر فقط على العمل الفني الذي يقدمه، بل أصبح هناك تواصل يومي، إضافة إلى الوعي الكبير الذى يعيشه الجمهور حاليًّا.
07
عُرض لكِ أيضًا المسلسل الخليجي “كيد الحريم”، ماذا تقولين عنه؟
هو أحد أهم أعمالي الدرامية، وقد تشرَّفت بالمشاركة فيه، خاصةً أنه يحمل توقيع كثير من النجوم، منهم عبد الإمام عبد الله، عبد الله الفريح، هدى حمدان، روان العلي، وخلود محمد، ومن تأليف فهد البلوشي، وإخراج مصطفى فكري. ويتناول المسلسل قضية صراع زوجة الأب مع أبناء زوجها بعد وفاته، وهي قضية مهمة، وتفرض نفسها في مجتمعنا العربي، وطرحها المسلسل بشكل أقرب للكوميديا.
08
ما وجه الاختلاف بين روجينا الفنانة في عمل يحمل توقيعها، وآخر من بطولة جماعية؟
لا يوجد أي اختلاف. روجينا عندما توافق على تقديم شخصية بعينها بعيدًا عن كونها بطولة مطلقة أو جماعية، كوميدية أو تراجيدية، تختار شخصيات تضيف إلى مشوارها الفني، وتثبّت أقدامها في المكانة التي وضعها فيها جمهورها حتى تبقى دائمًا عند حُسن ظنهم، وتقدم لهم كل عام موضوعًا جديدًا. هذا الأمر يحمِّلني مسؤولية كبيرة، ففي كل دور أقدمه أشعر بأنني ما زلت طالبة بالعام الأول في المعهد العالي للفنون المسرحية، وسأظل هاوية في بحر التمثيل لآخر يوم في عمري.
09
أنت فنانة أكاديمية، كيف ترين تطور الدراما العربية؟
هناك تطور على مستوى الشكل والمضمون، والجرأة في الموضوعات، مع الرهان على أسماء جديدة، وصلت إلى النجومية، ومن أهم أسباب تقدمها وجود جيل جديد من مخرجي السينما الشباب الذين لهم طموحهم ورغبتهم في النجاح، وأثروا كثيرًا في تغيير شكل الدراما والسينما المصرية والعربية على كل المستويات.
10
ما الذي تغيَّر في شخصية روجينا مقارنةً بالماضي؟
لم تحدث تغييرات جذرية في شخصيتي، فما زلت إنسانة خجولة، أتعامل مع الحياة ببراءة شديدة، وعلى الرغم من كل الخبرات التي اكتسبتها إلا أنني ما زلت كما أنا على المستوى الإنساني.