|


محمد المسحل
الأكاديميات
2022-06-26
أصل كلمة أكاديمية أتى من الكلمة اليونانية “Academia - أكاديميا”، وهو اسم أحد المنتزهات الموجودة خارج أثينا القديمة، حيث كان الفيلسوف أفلاطون يُعلّم طلابه.
وسُمّي المنتزه بهذا الاسم، مثلما تُسمى بعض الصروح والمدارس والمتنزهات في يومنا هذا بأسماء لشخصيات ومشاهير ذوي سيرة وأثر، وتم تسمية منتزه الأكاديميا بذلك، تكريمًا لأحد أبطال التراث اليوناني “أكاديموس”، وبما أن اللغة الإنجليزية هي تجميع من عدة لغات، (ومنها الإغريقية)، اعتمدوا كلمة أكاديمية في لغتهم، وبالتالي اعتمدناها نحن في لغتنا بالرغم من وجود كلمة مدرسة ومركز ومعهد وجامعة ألخ.
على أية حال، لنعرج قليلًا على “الأكاديميات” الرياضية بشكل عام، و”أكاديميات” كرة القدم بشكل خاص، وذلك في المفهوم المهني الصحيح، ثم أترك المجال لكل من لديه “أكاديمية”، ليضع أكاديميته في خارطة المقارنة، ليعرف موقعه من الإعراب.
الأكاديميات الرياضية، 3 أنواع رئيسة:
- أكاديمية رياضية تثقيفية ترفيهية: مخصصة لكل من يرغب بتعلم وممارسة رياضة معينة، حتى لو لم يكن موهوبًا فيها أو لم يكن لديه مقومات النبوغ فيها. وأهدافها ربحية وأحيانًا خيرية.
- أكاديمية رياضية متخصصة (خاصة): وهي أكاديمية ربحية وتهدف لاكتشاف المواهب وصقلهم واستثمارهم لخوض مسابقات أو حتى لاستثمار عقودهم الاحترافية المفترضة.
- أكاديمية رياضية متخصصة (رسمية): وهي أكاديمية يتم إنشاؤها وإدارتها من الاتحادات الرياضية المعنية لألعاب معينة، (أو عن طريق اللجان الأولمبية الوطنية بالتعاون مع الاتحادات) وتهدف لصقل وتطوير المواهب لشرائح سنية معينة، للوصول بهم لأهداف أو استحقاقات معينة.
وفي جميع هذه الأنواع، يمكن أن تكون الأكاديمية مقرونة بالتعليم الأكاديمي العام، بحيث يعيش الطفل أو الشاب داخل الأكاديمية جزئيًا أو كليًا، أو أن تكون أكاديمية رياضية نهارية فحسب. والأنماط المذكورة أعلاه، هي المفهوم المعروف والسائد في جميع أنحاء العالم. وبالتالي، إن كنت تعرف هدفك، فيجب أن تعرف أي نوع من هذه الأكاديميات أنت تحتاج، وإن لم تكن تعرف هدفك بعد، فقراءتك السطور السابقة، كانت مجرد ضياع وقت.
وامتدادًا لذلك، وعندما نتحدث عن ابتعاث الرياضيين مثلًا، يجب معرفة الأهداف التي سنبتعثهم من أجلها؟ وهل هي قابلة للتحقيق؟ وهل هناك دراسة للفئة السنية المُبتعثة من ناحية الجدوى العُمرية؟ والتناسب الاجتماعي للغربة لأجل الصقل الرياضي؟ وهل وجود مدربين سعوديين لتدريب لاعبين سعوديين لأشهر ولسنوات خارج المملكة، سيفرق كثيرًا أو حتى قليلًا في مستواهم الفني، وبالتالي سيحدثون أثرًا في مستوى المسابقات المحلية عند عودتهم؟ بل هل هناك ما يضمن انخراطهم في الأندية المحلية التي تخوض تلك المسابقات؟.