|


أحمد الحامد⁩
أوقاتنا الحلوة
2022-06-29
من ميزات الطرائف والنكات أنها تجمع الناس ولا تفرقهم، فتجد المختلفون يضحكون على نفس النكتة، ويرددون نفس الطرفة، ومن ميزاتها أيضًا أنها تسعد القلب، ولا أجد اليوم أهم من اللحظات يسعد الإنسان فيها قلبه، سواء في عمل صالح يقوم به أو أوقات سعيدة يقضيها مع أحبته.
أقول ذلك بعد تجربة طويلة توصلت فيها إلى أن ما يتبقى في الذاكرة مع الزملاء والأصدقاء هي تلك المواقف الرائعة التي نسجلها لصالح بعضنا، وتلك اللحظات التي ضحكنا بها من قلوبنا، أما العمل فأشبه بالرحى التي لا تتوقف، ومخطئ من يظن أنه يعيش ليعمل فقط، العمل جزء من أجزاء لا أكثر، وحتى النجاح فيه لا يضمن الحصول على حياة هانئة سعيدة.
كل هذه المقدمة لكي أقول لكم إنني جمعت لكم بعض النكات والطرائف، وأقول النكات كإشارة إلى ما هو حديث، أما الطرائف فبمجرد سماع الكلمة يتبادر للذهن أنها من التراث العربي، وبما أن التراث هو الأكبر سنًا فسأبدأ به، لكي لا يقول إننا جماعة لا (نحشم) اللحية. سأل رجل زوجته: أتدرين أن الخلفاء العباسيين كانت ألقابهم جميلة، مثل: المعتصم بالله، الواثق بالله، المتوكل على الله.. لو كنت أنا منهم ما أنسب لقب لي؟ فأجابته زوجته: أنت واحد من اثنين إما العياذ بالله، أو الشكوى لله.
يقال إن التحدث مع النحوّي يجب أن يكون بحذر، لأنه إن سمعك تلحن في الكلام لا يتردد أن يوقفك ليصحح لك وإن كنت في عجلة من أمرك، الطرفة التالية عن نحوي استخدم النحو في الوقت غير المناسب، سألت زوجها النحوي: تحبني؟ فأجابها: أبدًا. ولكنه ـ رحمه الله ـ لم يجد الفرصة ليوضح لها أن (أبدًا) ظرف زمان تعني إلى الأبد.
الطرفة التالية أظن أن امرأة قامت بتأليفها، لكي تكون عبرة لزوجها ولكل من يفكر بالزواج من امرأة ثانية، يقول أحد الصالحين: كان لي صديق يحسدني دائمًا على وصولي لصلاة الفجر قبله يوميًّا، فسألني عن السر: كيف تستطيع الحفاظ على التبكير دومًا؟ فقلت له: لي زوجتان تتنافسان في خدمتي ورعايتي على ذلك ولله الحمد. فتحمس صاحبي وتزوج الأخرى فصار والحمد لله ينام معي في المسجد.
ومن كتاب روضة العقلاء قال ابن خلف: اختصم رجلان إلى بعض الولاة فلم يُحسن أن يقضي بينهما فضربهما معًا ضربًا مبرّحًا. وقال: الحمد لله أنْ لم يَفُتْني الظالمُ منهما. النكات التالية تفاجأت أنها عن الزوجات، وما أنا إلا ناقل لها، كما أن المسألة للمزاح لا أكثر، ليس تمامًا فقد تكون بعض النكات مأخوذة من قصص حقيقية، من يدري..، كتبت إحداهن: زوجي بلع حبة بندول بالغلط.. ايش أسويله؟ أجابتها صاحبتها: اعملي له وجع راس!. وكما قلت لكم إنني مجرد ناقل ولا أتبنى رأيًا أو توجهًا، واحد يسأل صاحبه: هي زوجتك من النوع النكدي؟ رد عليه: ليه هو في نوع ثانٍ؟ والسلام عليكم.