ـ “الحياة حلوة.. بس نفهمها” كما قال فريد الأطرش. استمعت إلى هذه الأغنية قبل زمن طويل، واعتقدت حينها بأنني أفهم الحياة من خلال البحث عن باقة السعادة الخالصة، والعيش فيها حتى اكتشفت مع الزمن فهمي الخاطئ لطريقة فهم الحياة.
وفهمي اليوم لما أراد فريد إيصاله، هو أنه لا يقصد الفهم الذي نعتقد أنه سيجعلنا في حالة سعادة دائمة، فلا توجد حالة سعادة دائمة، إنما تصبح الحياة حلوة بقبول فكرة أنها متقلبة، وأن نشعر بالرضا كونها متقلبة، وأنها تأخذ في الوقت الذي تعطي، وأن المشاهد التي تبدو لنا متناقضة جزءٌ من مجموع اللوحة، وأن حلاوتها في قبولها على ما هي عليه، وأي محاولات للرفض ولتغيير طبيعة الحياة، هي هروب من الواقع وبحث عما هو غير موجود. “الحياة حلوة بس نفهمها”، هي دعوة لفهم أنفسنا أولًا، ما الذي نحبه؟ هل أعطينا وقتًا لما نحب؟ هل غمرنا أنفسنا في هواياتنا؟ هل عشنا التجارب التي نتمناها؟ هل سعينا نحو غايتنا من كل أعماقنا؟ هل جربنا كل ذلك؟ ستبدو النتيجة حلوة حتى لو كانت نتائج التجارب أقل من توقعاتنا، لأن الحلاوة تكمن في الرحلة نحو الغاية. ستبدو حلوة عندما نتقبل فشلنا إذا ما تعرضنا له، وآمنا بأنه جزء من الكل، وأن لا نجاح من دون فشل، على الأقل في تفصيل معين.
“الحياة حلوة بس نفهمها” حينما نعلم أن المكاسب الحسية لا تقل عن العينية، وقد تتجاوزها في أحيان كثيرة، بل إنه لا مكاسب من دون وجود الحسية. ستكون الحياة حلوة إذا سلَّمنا أن ما فيها يكفي أضعاف البشر، وأننا لسنا في مطاردة مستمرة وراء الأشياء للحصول عليها، وأن لا حلاوة من دون قناعة، وأن القناعة تهب الرضا، والرضا يقوّي النظر ويزيد الانتباه لكل الأشياء الجميلة من حولنا. الحياة تصبح حلوة إذا كان مفهومها قائمًا على العطاء، وتزداد حلاوتها مع استمرارنا بهذا المفهوم، نقلّب معادلة الأخذ المُعطِشة، ونحوّلها إلى مفهوم النهر في حياته، مندفعًا ليستمر، نشيطًا ليأثّر في عطائه. لا يشعر الذي يأخذ بشعور المعطي، ولو جرّب لعرف أن المعطي يمارس العطاء لكي يشعر بوجوده، ولأنه يجد سعادته الخالصة في هذا العطاء، المعطاؤون أكثر الذين يذوقون حلاوة الدنيا، لأنهم أكثر من فهمها.
ـ خوزيه موخيكا: الإنسان يتعلم من الألم والمعاناة أكثر بكثير مما يتعلم من الانتصارات والحياة السهلة.
وفهمي اليوم لما أراد فريد إيصاله، هو أنه لا يقصد الفهم الذي نعتقد أنه سيجعلنا في حالة سعادة دائمة، فلا توجد حالة سعادة دائمة، إنما تصبح الحياة حلوة بقبول فكرة أنها متقلبة، وأن نشعر بالرضا كونها متقلبة، وأنها تأخذ في الوقت الذي تعطي، وأن المشاهد التي تبدو لنا متناقضة جزءٌ من مجموع اللوحة، وأن حلاوتها في قبولها على ما هي عليه، وأي محاولات للرفض ولتغيير طبيعة الحياة، هي هروب من الواقع وبحث عما هو غير موجود. “الحياة حلوة بس نفهمها”، هي دعوة لفهم أنفسنا أولًا، ما الذي نحبه؟ هل أعطينا وقتًا لما نحب؟ هل غمرنا أنفسنا في هواياتنا؟ هل عشنا التجارب التي نتمناها؟ هل سعينا نحو غايتنا من كل أعماقنا؟ هل جربنا كل ذلك؟ ستبدو النتيجة حلوة حتى لو كانت نتائج التجارب أقل من توقعاتنا، لأن الحلاوة تكمن في الرحلة نحو الغاية. ستبدو حلوة عندما نتقبل فشلنا إذا ما تعرضنا له، وآمنا بأنه جزء من الكل، وأن لا نجاح من دون فشل، على الأقل في تفصيل معين.
“الحياة حلوة بس نفهمها” حينما نعلم أن المكاسب الحسية لا تقل عن العينية، وقد تتجاوزها في أحيان كثيرة، بل إنه لا مكاسب من دون وجود الحسية. ستكون الحياة حلوة إذا سلَّمنا أن ما فيها يكفي أضعاف البشر، وأننا لسنا في مطاردة مستمرة وراء الأشياء للحصول عليها، وأن لا حلاوة من دون قناعة، وأن القناعة تهب الرضا، والرضا يقوّي النظر ويزيد الانتباه لكل الأشياء الجميلة من حولنا. الحياة تصبح حلوة إذا كان مفهومها قائمًا على العطاء، وتزداد حلاوتها مع استمرارنا بهذا المفهوم، نقلّب معادلة الأخذ المُعطِشة، ونحوّلها إلى مفهوم النهر في حياته، مندفعًا ليستمر، نشيطًا ليأثّر في عطائه. لا يشعر الذي يأخذ بشعور المعطي، ولو جرّب لعرف أن المعطي يمارس العطاء لكي يشعر بوجوده، ولأنه يجد سعادته الخالصة في هذا العطاء، المعطاؤون أكثر الذين يذوقون حلاوة الدنيا، لأنهم أكثر من فهمها.
ـ خوزيه موخيكا: الإنسان يتعلم من الألم والمعاناة أكثر بكثير مما يتعلم من الانتصارات والحياة السهلة.