|


سعد المهدي
الهلال «بيت العائلة الكبير» (5)
2022-07-13
نسيج المدرج الهلالي، تشكل على النحو الذي يمكنه أن يغذي ألعابه وأنشطته، إلى جانب التخطيط والإدارة، ويسنده معنويًا وماديًا، وهو ما جعل من الصعب إسقاطه في بعض مراحل التنافس، أو سقوطه في لحظات الضعف.
كان أعضاء “الكونجرس” وهي تسمية لمجموعة من “أعتى” مشجعي النادي، الذين يعقدون اجتماعاتهم الخاصة في إحدى زوايا مبنى النادي، يتساوون في توصياتهم، مع من يلتقون في صوالين القصور الفاخرة من أعضاء الشرف، يتفقون ويختلفون من أجل هدف، لا يختلفون عليه.
ينسب البعض شعبية الهلال منذ بواكير نشأته إلى أكثر من عامل، إلا أن أهمها أن كان ثالث نادٍ في البلاد، يحصل على البطولة الرسمية “كأس الملك 61 م”، بعد ناديي الوحدة من مكة والاتحاد من جدة، وهو ما يعني أن العاصمة “الرياض” ولد لها بطل، يمكن لجمهورها الكروي أن يفترش مدرجه، ويراهن عليه، أخرج نفسه من دائرة التنافس المناطقي، توسع في طموحه وتحديه، بأن جمع كأسي الملك وولي العهد 64م، بعدها وهو “حتى تأريخه” يجمع ما أمكن من ألقاب، في جميع مشاركاته.
الجماهيرية يمكن أن تحمي واجهة المبنى العملاق، إلا أن الشعبية هي بمثابة قواعد الخرسانة الصلبة التي تحمل المبنى الضخم. جمهور الهلال شكل الحالين وتعهد بالصيانة والإشراف، هذا قد لا يبدو ملموسًا، لكن القائمين على شؤون النادي يحسونه بقوة، ويأخذونه عند أصغر وأدق حساباتهم. يمكن رسم خارطة للجمهور من “يعيش الهلال” على جدران بيوت الطين، إلى “تيفو” مدرج القوة الزرقاء على أنغام “لأنك هلالي هامتك في السماء فوق”، التي كتبها ولحنها عضوا شرف الهلال سعود بن محمد العبد الله الفيصل، وأحمد بن سلطان.
شيء واحد لا يمكن إخفاؤه، أن الهلال يتبع طرقًا كثيرة ليس للحفاظ على جمهوره أو شعبيته بل لزيادتها وتعميقها، منها تعدد مسارات أنشطته وحضوره الاجتماعي والخيري، ولا يتنازل عن أبنائه الذين يمكن لهم أن يعملوا بفلسفته وإستراتيجيته، ولو حملتك الصدفة لمقر النادي، ستجد عبد الله الجربوع “صاحب أحد أهداف كأس 80م” يتولى منصب الرئيس التنفيذي، ونجم كرة السلة عبد الإله المقرن مديرًا تنفيذيًا للألعاب المختلفة، ومنصور الأحمد الذي حمل أول كأس للأندية الآسيوية 91م، مسؤولًا عن قطاع الفئات السنية، الجيل الأول صنع الهلال، فتولى بعد ذلك صناعة كل الأجيال.