|


عدنان جستنية
أنمار وكعكي من بدأ المكارم فليتمّها
2022-07-15
ثلاثة مواسم مضت على إدارة أنمار الحائلي، انتهت بخيرها وشرها، بحلاوتها ومرّها، بأفراحها وأحزانها، بكلِّما فيها من أحداث كروية، عاشت لحظاتها جماهير الاتحاد بأعصاب متوترة. موسم كامل، وسعادة بالغة لموسمين متتاليين.
ـ حالات إعجاب، عبَّرت عنها هذه الجماهير بحضور، وضعها في القمة بلا منافس، تقديرًا منها لإدارة قبلت دخول معركة تحدٍّ. وعلى الرغم ممَّا يعانيه النادي من تراكم مشكلات، وقضايا، وعجز مالي، إلا أنها كانت على قدر المسؤولية، ولم تستسلم أو ترفع الراية البيضاء، بل واصلت مهمتها بإصرار شديد، وعزيمة أبطال دون مبالاة أو تضجر ممَّا واجهته من إحباطات وعراقيل، وانتقادات حادة، وحروب علنية وخفية.
ـ في أول موسم، كان الفريق على شفا حفرة من الهبوط، لكنها تمكَّنت في الموسم الثاني من انتشاله بقرارات مفصلية، عادت به منافسًا على الصدارة، وقريبًا من تحقيق بطولة الدوري، لكنَّ فكر مدربه الجبان كاريلي بعثر جهدها وأمانيها، وملايين تبرَّعت بها، ليحصل “العميد” في آخر المطاف على المركز الثالث.
ـ أما الموسم الذي يليه، فقد كانت حقيقة منعطفاته بدايةً ونهايةً أشبه بالمستحيل، وأقرب إلى العجائب السبع، لتضيف إدارة الحائلي الأعجوبة الثامنة، التي فاقت خيال كل المتفائلين، وتجاوزت أيضًا توقعات كافة المحللين والنقاد بعدما سطع نجم النمور في سماء الكرة السعودية بدوري قوي جدًّا عبر إطلالة فاقت سقف طموحات جماهيره.
ـ هنا مربط الفرس، الذي يجب أن تنطلق منه إدارة الاتحاد بقيادة أنمار الحائلي، ونائبه أحمد كعكي، بعدما اكتسبا خبرةً كافيةً، تمنحهما طاقةً إيجابيةً مكمِّلةً العام الرابع، وآمال جماهير، تتلخَّص في رسالة فحواها “عشم كبير”، وعنوانها “مَن بدأ المكارم فيلتمَّها”.
ـ من المؤكد أن هذا الثنائي”المتفاهم” قد نضجت عقليته كثيرًا، مع مجلس إدارة متكاتف مع توجهاتهما، وداعمين للمدير التنفيذي لكرة القدم حامد البلوي، الذي يعرف كيف تُدار قواعد اللعبة في دوري “إن لم تكن ذئبًا أكلتك الذئاب”، بالتالي سيبقى محلَّ الثقة، هو وفريق العمل بجهاز إدارة الكرة بعدما لمس الجميع النقلة النوعية التي أحدثها في فترة قصيرة منذ تعيينه، وما صاحب هذا التغيير من تغيُّر واضح في جلد الفريق ونتائجه.
ـ لعبة لن تكتمل إلا بفطنة وذكاء الرئيس ونائبه، مستفيدَين من تجربة الموسم الماضي بما يتطلَّب منهما تجهيز العدة والسلاح الفاعل عبر
“صفقات” من عيار الوزن الثقيل، تتطابق مع رؤية مدرب “عالمي”، وقد أصبحت لديهما خبرة كافية حول “مكر” المنافسين الثلاثة، وعبث اللجان، بما ينبغي عليهما الاستعداد لهم بالفكر والقوة نفسهما.