|


د. حافظ المدلج
العدل والمساواة
2022-07-15
في جلسة رائعة جمعتنا بأستاذ القانون “د. سعد الذيابي” تحدث أحدنا عن محبة الأبناء وموضوع (المساواة) بينهم كأحد أساسيات (العدل)، فأوضح لنا الخبير القانوني حقيقة كانت غائبة عن الأذهان، حين قال: من (العدل) أن توفر لهما الطعام الذي يشبعهما وقد يكون أحدهما يشبعه نصف ما يشبع الآخر، ولذلك فإن عدم (المساواة) بينهما في كمية الطعام هي أساس (العدل) الذي يتحقق بإشباعهما”، وكمثال آخر عليك كأب أن توفر لأبنائك مستلزماتهم الدراسية من باب (العدل) بينهم، ولكن مستلزمات دراسة (الطب والهندسة) تختلف تكلفتها عن (الأدب واللغة)، ولذلك فإن (المساواة) بالمصروف لا تحقق (العدل)، وهنا يتضح الفرق بين “العدل والمساواة”.
حين ننظر إلى “استراتيجية دعم الأندية” نجدها تحقق (المساواة) بين الأندية في المبلغ الأساسي (50 مليون)، ولكنها تحقق (العدل) أيضاً من خلال تمييز المميزين في الحوكمة والتسويق، ودعم الفئات العمرية، وتحقيق البطولات، وغيرها، ولذلك فإن اختلاف المبلغ النهائي الذي يحصل عليه كل نادٍ يصل إلى عشرات الملايين بحسب جهد النادي وتميزه، وبذلك يحقق “العدل والمساواة”.
في حين أن (المساواة) بين “الهلال والاتحاد والأهلي والنصر” بمنحها 100 مليون ريال في الموسم لكل نادٍ قد لا تحقق (العدل) بين تلك الأندية، ناهيك عن بقية أندية الدرجة الممتازة، فالتباين واضح بين الأندية الأربعة من حيث البطولات والجماهيرية، ودعم المنتخبات من ناحية، وهناك أندية أخرى حققت البطولات، ولديها جماهير، ودعمت المنتخب، حرمت هذا الدعم من ناحية أخرى، لذا قد يكون (العدل) إعادة الدراسة وتوزيع المبالغ بشكل يحقق “العدل والمساواة”

تغريدة tweet:
أثبتت دراسات “الخصخصة” التي شاركت فيها كبريات الشركات المالية العالمية أن هناك تباين في قيمة الأندية السعودية المستندة لتاريخها وبطولاتها وجماهيريتها وغيرها من المعايير، كما أن عقود الرعاية للأندية وأرقام مواقع التواصل الاجتماعي ومبيعات القمصان وغيرها من المؤشرات التي أتمنى أن تؤخذ في الاعتبار عند اتخاذ قرارات دعم الأندية، أو بناء ملاعبها في المستقبل، فمقاييس “العدل والمساواة” ستساهم في استقرار وازدهار الرياضة السعودية، ومساهمتها في تحقيق رؤية 2030 التي رسمها رائد النهضة الشبابية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي سيقودنا إلى قفزات نوعية غير مسبوقة، فالمستقبل يبشر بخير للاتحادات والمنتخبات والأندية والنجوم بإذن الله، وعلى منصات العدل والمساواة نلتقي.