|


طلال الحمود
معركة حمد الله الحقيقية
2022-07-16
راهن الاتحاديون طويلًا على بيئة ناديهم في التعاقد مع اللاعبين أصحاب المزاج المتقلب وإعادة تأهيلهم مجددًا ليصبحوا أسلحة فتاكة يمكن الاعتماد عليها في مواجهة الخصوم، ونجحت مجهودات النادي سابقًا في احتواء بعض اللاعبين الذين غادروا أندية جماهيرية بسبب المزاجية ورفض التعاون مع مدرب وأفراد الفريق، ومن أشهر هؤلاء المغربي أحمد بهجا والبرازيلي سيرجيو.
وجاء انضمام المغربي عبد الرزاق حمد الله إلى صفوف الاتحاد بناءً على خبرة النادي في تطويع أصحاب المزاج السيئ، خاصة بعدما تفنن المهاجم الرهيب في إظهار تمرده حين كان يدافع عن ألوان فريقه السابق النصر، قبل أن يصل إلى مرحلة استفزاز جماهير النادي من خلال إهدار الفرص السهلة وتنفيذ ركلات الجزاء بطريقة استعراضية، ما أدى لاحقًا إلى انتهاء علاقته بالنادي العاصمي ومغادرته الرياض إلى جدة.
عندما جاء حمد الله إلى الاتحاد كان على رأس أولوياته الانتقام من رئيس نادي النصر مسلي آل معمر، وإسكات جماهير الأهلي التي بقت وحدها تهتف ضده بعبارة “يا بكاية”، بعدما تخلص من عبئها بالانتقال إلى الاتحاد، وبالفعل استطاع حمد الله أن ينتقم من النصر وأن يسكت أنصار الأهلي، قبل أن يفقد الحماسة في المباريات التالية، خاصة أن فوز الاتحاد باللقب لم يكن يمثل هدفًا لهذا اللاعب المزاجي بقدر اهتمامه بتوجيه عبارة “الميدان يا حميدان” لمسلي آل معمر.
شريط مباريات حمد الله مع الاتحاد يبرهن أنه كان عبئًا ثقيلًا على فريقه خلال مواجهات مهمة أمام فرق سهلة، وتكفي محاولاته أمام الطائي والباطن دليلًا على أنه لاعب لا يفكر كثيرًا في الفوز بقدر حرصه على الانتصار في معاركه الشخصية ضد نادٍ منافس أو جمهور مشاكس، ولو تحدث الاتحاديون بصراحة لتوقفوا كثيرًا عند دور حمد الله السلبي في المباريات الحاسمة، وعندها لن يصعب عليهم أن يكتشفوا الحقيقة المرة بالإبقاء على لاعب لا يؤمن بأن كرة القدم أصبحت تمارس من خلال منظومة متكاملة وليست لعبة للتسلية والمرح كما كانت قبل 30 عامًا.
استمرار حمد الله في صفوف الاتحاد يشبه اللجوء إلى الطب الشعبي وأعشاب العطارين أو المضاربة اليومية بأسهم شركات “الخشاش”، إذ لا يمكن للعمل المؤسسي أن يستوعب العامل غير المواظب مهما كانت براعته، وفي عالم كرة القدم لم يستطع ماريو بالوتيلي أن يجد ناديًا كبيرًا يحتفظ به على رغم مهارته العالية، لأن الكيانات الاحترافية ليست على استعداد للتضحية باستقرارها لكسب لاعب.