|


عبد العزيز الزامل
أغلى إنتاجات نيتفلكس... نجح؟
2022-07-19
من يقرأ لي ويتابعني باستمرار، يعرف أنني دائمًا ما أكون متحفظًا بشكل كبير تجاه إنتاجات نتفليكس التي لطالما تغيَّرت خلال الفترة الطويلة الماضية. المنصة تعمل في إنتاجاتها الخاصة بالاعتماد على الكم دون الكيف، وعلى اسم الممثل دون القصة، وعلى المخرج والإغراء، وغيرها من الأمور “غير المكتملة”.
لكن لا يمكن أن تخيب دائمًا، حتى ولو حاولت ذلك، فأحيانًا يظهر منك المقبول، ونادرًا ما يظهر منك الجيد، حتى ولو كنت في الغالب مخيبًا للآمال. هذا هو حال نتفليكس في إنتاجاتها معي، ففي آخر أعمالها، أعتقد أنني قد استمتعت، وتقبَّلت، وخرجت بشعور بعيد عن الندم. أمرٌ نادر، لكنه حصل!
فيلم نتفليكس الجديد يحمل عنوان “الرجل الرمادي أو The Gray Man” هذا الفيلم يتحدث عن رايان جوسلينج، وهو يعمل بدور رجل المهمات الصعبة والمستحيلة ضمن الاستخبارات المركزية. هذا الرجل لم يصل لذلك لكونه عاشقًا للعدالة منذ الصغر، بل وصل له لأنه كان مجرمًا مسجونًا، وتم الاتفاق معه على خروجه شرط العمل للاستخبارات، ولكن للقصة تفسير إضافي سيفهمه المشاهدون حين متابعة الفيلم.
رايان يبدأ الفيلم بتنفيذ عملية اغتيال لرجل يقال بأنه يشكِّل خطرًا كبيرًا على الاستخبارات، لكنه يكتشف بأن الأمر كان أكثر من ذلك، والآن أصبح في ورطة حقيقية... ولكن لا بأس... رايان يحمل الرقم ستة في المنظمة التي تجنده وهو بارع جدًّا فيما يفعل، بالتالي نشاهد صراعًا قويًّا بينه وبين أعداه.
أتذكر حين مشاهدتي لفيلم “جون ويك” لم يعجب الكثير في نمط “الرجل القوي أو الخارق”، لكن على العكس وجدت ذلك الفيلم رائعًا للغاية لسبب يغفل عنه بعض المشاهدين، ألا وهو “الكاريزما”.
لم تنجح المهمة المستحيلة، لأنه المهمة المستحيلة فقط، بل نجح لأن البطل توم كروز يمتلك كاريزما عالية، والأمر ذاته ينطبق على الممثل دانيال كريج حينما أعطى المشاهدين أجمل شخصيات جيمس بوند.
كلا العملين كان فيه ما وصفه المشاهد السعودي بـ “الهياط”، ولكن كلاهما نجح... بالتالي هناك بالفعل إمكانية لرجل خارق ناجح وآخر (مثل جيسون ستاثام في أغلب أفلامه ما عدا واحد) فاشل.
وهنا في فيلم الرجل الرمادي راين يعطي دورًا جميلًا جِدًّا، وخصمه فيه الممثل الشهير بالرجل الخير، كابتن أمريكا الذي ينير درب المنتقمين. كريس إيفانز هو الشرير في هذا الفيلم. ويقدم الاثنان أدوارًا جميلة حسبما كتبت وبلون مختلف. أما عن القصة فهي العنصر المفقود والخيبة التي تكاد تكون موجودة في مختلف إنتاجات المنصة.
بالنهاية أقول بأن الأخوين جو وأنتوني روسو قدما فيلمًا “لطيفًا” بالأخذ بالاعتبار أنه من إنتاجات نتفليكس، وكذلك لم يكن ما قدماه هينًا، بل كان أغلى أفلام نتفليكس إنتاجيًّا... فهل حقق المبتغى ونجح؟ سنعرف ذلك خلال الأيام المقبلة بعد صدوره في نتفليكس وصالات السينما في العالم.