|


أحمد الحامد⁩
لمبة.. وساعة تقليد
2022-07-27
ـ مقال اليوم مما نشرته وكالات الأنباء من أخبار ودراسات، وأبدأ بدراسة عن العمل عن بعد، وهل هو أفضل؟ نشر موقع abc الأمريكي دراسة لجامعة لاتروب أن الكثيرين من الموظفين الذين عملوا من منازلهم عانوا من تجربة سلبية عند العمل من بعد، لأن الحدود بين العمل والحياة المنزلية أصبحت غير واضحة، وأنهم شعروا بالعزلة عن زملائهم، وأنهم شعروا بالإرهاق وأن لياقتهم تأثرت.
أتفق مع الدراسة وعن تجربة شخصية، في أيام كورونا وجدت أن العمل من مكتب العمل أفضل من العمل من المنزل، كما أن بيئة المكتب أكثر إبداعًا خصوصًا وأن هناك من الزملاء من يتبادل معك الأفكار، حتى مسافة الطريق نحو العمل تعتبر (تغيير جو). أتذكر عندما عملت من المنزل وكنت سعيدًا في البداية، خصوصًا وأنا المسافة بيني وبين طاولة الطعام عدة أمتار فقط، وكان يكفي أن أرتدي ملابس رياضية لأمارس العمل، لكنني ومع مرور الأيام بدأت أشعر بثقل الساعات، وكيف تداخل تفكيري بين المتطلبات المنزلية وبين العمل، حتى اعتدت وأنا في العمل أن يقول لي أحد أبنائي: ماما تقول بدّل اللمبة! أو يشتكي أحدهم من أخيه الذي أخذ لعبته. معظم الأفكار الناجحة انطلقت من بيئة العمل، كأن يقول أحدهم فكرة، فيعدل منها زميل آخر أو أكثر، ثم يتم تنفيذها فتلقى النجاح، كل هذا بسبب بيئة العمل التي يعود لها الفضل في إطلاق حماس الموظفين وتشاركهم للأفكار. العمل من المنزل مناسب لوظائف قليلة، كما أن البقاء طويلًا في المنزل يعلم الوحدة والابتعاد عن الأصدقاء.
ـ يعيش أحد اللصوص في أوروبا حالة حزينة، لأن زمن السرقة الجميل انتهى حسب ما يعتقد، جاء اعتقاده بعد أن سرق ساعة سائح سويسري، ساعة ثمينة قيمتها آلاف الدولارات، لكنه اكتشف بعد دقائق أن الساعة (تقليد) وليست أصلية، فأعادها لصاحبها معتذرًا، وليدخل بعد ذلك في حزن كئيب بسبب الغش الذي يتعرض له هو وزملاؤه من الناس الذين يتظاهرون بالثراء. عالم الساعات المقلدة مثله مثل بقية المنتجات التي تتعرض للتقليد، ويبدو أن اللصوص يعانون بسبب دقة التقليد وصعوبة التفريق بين الأصلي والمقلد. مساكين.. ادعو لهم.