|


لاعبو رياضات إلكترونية يتحدون الإعاقة

طوكيو - الفرنسية 2022.07.30 | 10:34 pm

بحركة بارعة بواسطة ذقنه، يحقق شونيا هاتاكياما نتيجة موفقة في لعبة القتال «ستريت فايتر»، آملاً كغيره من هواة الألعاب الرياضية الإلكترونية اليابانيين المعاقين، في نسف الأحكام المسبقة المتعلقة بالإعاقة، من خلال سعيهم إلى التفوق في بطولات هذا النوع من ألعاب الفيديو.
ويعتبر الشاب البالغ 28 عاماً والمصاب منذ ولادته بضمور عضلي، وهو مرض تنكسي، يشارك خصوصاً في بطولات «ستريت فايتر5» المفتوحة للجميع، ويرى هاتاكياما أن جمال ألعاب الفيديو القتالية يكمن في القدرة على التغلب على الإعاقات والتنافس مع أشخاص مختلفين، ويقول لوكالة فرانس برس: "عندما أشارك في بطولة، لا أريد أن تكون إعاقتي مشكلة، أريد أن أبهر الناس بالطريقة التي ألعب بها".
أما ناويا كيتامورا البالغ من العمر 28 عاماً الكفيف كلياً منذ سن العشرين بسبب عيب خلقي في العين، يستطيع هو الآخر لعب «تيكن7»، مستعيناً بالصوت فحسب، من دون الصورة.
وشرح: «قائلاً سأصد ضربة من الخصم، والصوت الذي سيصدره ذلك هو الذي سيبيّن لي نوع الضربة وبعد ذلك، سألجأ إلى الخطوة المناسبة، وأوجه لكمة بدوري، بهجوم قوي من قبل للاكي كلوي»
ورغبةً في توفير كل الفرص الممكنة للاعبين اليابانيين ذوي الإعاقة، أسس دايكي كاتو، موظف الضمان الاجتماعي الياباني، شركة إيبارا «ePara» عام 2016.
وتوظف إيبارا لاعبين من أمثال شونيا هاتاكياما وناويا كيتامورا، وتمنحهم الوقت لممارسة ألعاب الفيديو جنباً إلى جنب مع عملهم الذي يتمثل في إدارة موقع الشركة الإلكتروني، وتنظيم أنشطة في مجال ألعاب الفيديو.
ويستخدم شونيا هاتاكياما كرسياً متحركاً منذ أن كان عمره 6 سنوات، فهو يهوى ألعاب القتال منذ صغره، لكن عضلاته ضعفت كثيراً على مر السنين لدرجة أنه لم بعد يستطيع حتى الإمساك بجهاز تحكم، وتسبب ذلك باكتئاب له، فقرر التوقف عن اللعب 6 سنوات، إلى أن قرر وصديقه صنع عصا تحكم مناسبة لقدراته يمكنه استخدامها بواسطة ذقنه، بينما ينقر بأصابعه على لوحة مفاتيح الكمبيوتر.
وبات هاتاكياما اليوم يدرّب لاعبين آخرين ذوي إعاقات وتعليمهم بعض التقنيات، ويقول: «لو لم ألعب من قبل ألعاباً قتالية، أعتقد أنني لما كنت سأسعى أبداً إلى إيجاد حلول، حتى عندما كنت في محنة»، ويلاحظ كاتو أن ثمة سوقاً متناميةٍ للاعبين ذوي الإعاقة وستبدأ شركات ألعاب الفيديو قريباً بأخذ ذلك في الاعتبار، ويرى «أن إقبال المزيد من الأشخاص ضعاف البصر أو السمع على ممارسة ألعاب الفيديو سيدفع الشركات المصنعة إلى إنتاج المزيد من الألعاب التي يمكنهم أن يلعبوها القواعد إياها والمسابقات نفسها».
ويسعى كاتو إلى استخدام ألعاب الرياضة الإلكترونية لإبراز الأشخاص الموهوبين ذوي الإعاقة الذين لا تتاح الفرصة لليابانيين التفاعل معهم، ويعتبر ناويا كيتامورا أن الرياضات الإلكترونية تساهم في تغيير الاعتقاد القائم بأن الأشخاص ذوي الإعاقة، يحتاجون فقط إلى المساعدة، وأضاف: «أنا بارع حقاً في التعامل مع أجهزة الكمبيوتر، وقادر على القيام بأمور لا يستطيع بعض المبصرين القيام بها».
وشدد: «الأشخاص ذوي الإعاقة لا يحتاجون فقط إلى المساعدة، بحسب الظروف يمكننا أيضاً مساعدة الآخرين، إنها مسألة تعاون»
وأشار إلى أن مصطلح «eSport» أو الرياضة الإلكترونية يساهم في أخذ ذوي الإعاقة على محمل الجد، إذ يشير إلى وجود منافسة، لا إلى مجرد أشخاص يمارسون ألعاب الفيديو.
وفيما يتوقع كثيرون إدراج الرياضات الإلكترونية يوماً ضمن الألعاب الأولمبية وأولمبياد المعوقين، ويرى كاتو أن لا داعي للتمييز بين الأشخاص ذوي الإعاقة وأولئك غير المعوقين في مجال الرياضات الإلكترونية، واختتم حديثة: «سواء أكان الشخص على كرسي متحرك أم لا، القواعد هي إياها والمسابقات هي نفسها».