|


محمد المسحل
مستقبل الرياضة.. وماضيها..
2022-08-06
لو وُجدت نافذة، تنظر من خلالها لمستقبل أي مشروع، لن يُمكن إيجادها، إلا من خلال النظر لطريقة ومستوى العمل الحالي الذي من خلاله يمكنك توقّع ما ستراه في المستقبل، المتوسط والبعيد. وبناءً على ذلك، تُوضع الرُّؤى والاستراتيجيات، وتُرصد الميزانيات، وتُعدل الأنظمة وتُسن القوانين، ويُستعان بالخبراء والقادرين على تنفيذ الخطط المختلفة.
ومن أهم العلامات التي تساعدنا على استشراف ما سنراه في المستقبل، ليس من خلال النتائج الحالية التي نحصل عليها الآن، سواءً أكانت نتائج إيجابية أم سلبية (والتي نتجت عن عمل تراكمي سابق)، ولكن من خلال ما يلي:
ـ العمل على صناعة رياضيي المستقبل من خلال استراتيجية قوية وذات ملامح واضحة، ذات صدى اجتماعي قوي، يحمل وزارة الصحة والتعليم جزءًا لا يقل أهمية عن مسؤولية المؤسسات الرياضية. نحتاج لقفزة نوعية فيما يخص الاهتمام في رياضات النشء، في المدارس والأندية والأحياء، قفزة واضحة وقوية، بمئات المواقع، ولعشرات الألعاب، وتلفت نظر جميع شرائح المجتمع. وليس مجرد مشروع يختص بجهة أو شريحة معينة، لا يُعرف متى يبدأ ومتى ينتهي وما هي مخرجاته.
- العمل على صناعة مسؤولي الرياضة الذين سيحملون راية العمل الرياضي في المستقبل من خلال تأهيلهم العملي والعلمي المكثف، وبالمساعدة لنشر المؤسسات التعليمية التي تساعد على إعدادهم وتأهيلهم وصقلهم من خلال مناهج التعليم الرياضي ذات العلاقة بالحاضر والمستقبل.
- الاستفادة الفعلية من بعض الخبراء الذين عملوا في المؤسسات الرياضية المحلية والخارجية، من خلال منصات استشارية فاعلة. وتحويل خبراتهم وعلاقاتهم إلى قرارات عملية فاعلة، تدعم مسيرة الحركة الرياضية واستراتيجياتها المذكورة.
وبالمناسبة، فيما يخص الاستفادة من الخبراء السابقين، لفت نظري خلال وبعد العمل في المنظومة الرياضية، نفور المسؤولين الحاليين للمؤسسات الرياضية العربية، بشكل عام، والخليجية بشكل خاص، من كل من سبقهم بالعمل فيها سابقًا، أحيانًا بسبب تصرفات سلبية مختلفة كانت تبدر من المسؤول السابق، وأحيانًا لتصفية حسابات شخصية، وأحيانًا أُخرى لنقص في الثقة بالنفس أو لمشاكل نفسية يعاني منها المسؤول الجديد، الذي يعتقد أنّه بإبعاده لهؤلاء الخبراء السابقين، قد يضمن استقلالية أكبر وضمان أكثر لتجيير كل الإنجازات لاسمه وحده، ناسيًا أنّه هو أيضًا سيكون مسؤولًا سابقًا، حيًا أو ميتًا، وخلال سنوات أو أشهر قليلة.
هذا الفِكر طالما تسبب بأضرار وخسائر كبيرة جدًّا بالرياضة العربية والخليجية (والسعودية من ضمنها)، خاصةً حينما يكون لهؤلاء المسؤولين السابقين مناصب دولية في تخصصاتهم، يمكن الاستفادة منهم من خلالها، بدلًا من معاداتهم وتهميشهم بشكل مؤسف.