|


د. عبد الرزاق أبوداود
ظاهرة كلامية!
2022-08-07
* الحوار هو مراجعة ما يطرح من أفكار أو حلول أو معطيات جادة، وتداولها، بين طرفين أو أكثر، لمعالجة قضايا الفكر، والعلم، والمعرفة، والرياضة وغيرها، بأسلوب متكافئ. ومن المفترض أن يغلب على الحوار طابع الهدوء، والسكينة، واحترام الآخر، وحسن اختيار الألفاظ والعبارات، ومصداقيتها، ونبذ الخصومة والتشفي والسخرية، والفرح بسقوط الآخر، والأنانية المفرطة، المكلفة أخلاقياً واجتماعياً.
هناك ظاهرة ملفتة للنظر، يمكن وصفها بالظاهرة “الكلامية.. النرجسية” الممعنة غالياً في “التشفي الجارح”، الذي يسحق بدوره أي فكر إيجابي موضوعي، نتيجة لعوامل شتى، قد تطال الساخرين يوماً ما، فيقعون في نفس المأساة!! ولعل هذه الصور أو المشاهد الرياضية “المخزية” حيناً، والمحزنة حيناً آخر، تتمثل خير تمثيل فيما يدور بين بعض جماهير أنديتنا الرياضية من “حوارات وسجالات”، ومناوشات كلامية، “تبدو واقعية” “كظاهرة”، بلا معايير وطنية، ولا ثوابت فكرية، ولا مخرجات عملية، وربما “شوفينية مرفوضة”، مع الإصرار على السخرية من الآخر، وتقريعه، والحط من شأنه، ومحاولة القفز فوق واقع مأساوي شديد التناقض، والتدخل “في استغلال” “الواقع” الذي تعيشه جماهير بعض أنديتنا، وما يكتنف “معظم حواراتها” على وسائل التواصل الاجتماعي من تناقضات، وخلافات فجة، وظواهر متضاربة، وعراك لفظي، وسخرية، إلى آخره من صفات “الأنا العليا”، التي لا تليق دينياً ولا وطنياً ولا اجتماعياً ولا أخلاقياً، في ظل مجتمع سعودي متميز في مجالات كثيرة خلاف الرياضة في “ثوبها” الحالي الحانق.. المهلهل. فبعض تلك “السمات غير الإيجابية”، تزعزع الثقة، وتبث البغضاء والِغلظة، والعجب من هذه السلوكيات غير المسؤولة، الغارقة بغيها!! “حواراتنا” إن وجدت فهي عقيمة، وسطحية، ويغلب عليها الأنانية والتقليل من شأن من يطرحها، أو يقترحها، ويدعو إلى حسن التعامل بها ومعها، مع أن الحوارات المنظمة.. الشفافة، ذات المصداقية، يمكن أن تساعد في حل كثير من الإشكاليات، وتعضيد ورفع الثقة بين المتنافسين، وتهدئة الوضع الجماهيري المتأجج، بصورة عادلة وموضوعية!! “الخلافات” في “الرأي” “لا تفسد للود قضية”، مع أنها أفسدت الكثير من “العلاقات الودية”، إما بسبب الصراع على “قضية معينة” أو تشبث كل الأطراف بوجهات نظرها بشدة، ورفع الأصوات والاحتجاجات عالياً، ليتحول “الحوار المفترض” عقبها إلى ساحة مناوشات وعنتريات..، يمكن وصفها “بالحرب اللفظية الخانقة”، التي لا تهدأ، وينبغي لأطرافها أن تغدو مهزومة.. ساخطة خانعة!!