تشابه الأسماء وتشابه المهن قد يتسبب في غرابة وصدمة في حديث الناس، فحينما تحدث مع أحد الأصدقاء عن فيلم براد بيت الجديد ذكر أن المخرج هو ديفيد لينش، وأصبت بصدمة لمدة عشرين ثانية حتى أدركت أن ليتش هو المخرج وليس لينش.
كلا المخرجين الاثنين تابعت لهما أعمالًا سابقة، ولكن شتان ما بين الاثنين والنقطة الثانية على النون.. ديفيد ليتش أخرج أعمالًا جميلة مثل فيلم جون ويك الأول وفيلم ديد بول الثاني، ولكنه يبتعد كل البعد عن الأسطورة ديفيد لينش، الذي أخرج عددًا من الأفلام العظيمة مثل “Mulholland Drive وThe Elephant Man وDune 1984 ومسلسل Twin Peaks”.
على كل حال “ليتش” يأتي بعمل جديد بالتعاون مع الممثل الشهير والقدير براد بيت، هذا الرجل الذي يملك سجلًا حافلًا وكبيرًا وله مكانته، إلا أن لكل ممثل فواصل في أعماله.
ذكرت كثيرًا أن أغلب الممثلين الكبار لا يرغب أن تكون جميع أعماله عميقة، تنافسية، أوسكارية، وغيرها. بل إنه يرغب بخوض تجارب مختلفة من وقت لآخر. فهو كذلك يصاب بالملل من الجدية المستمرة في الأعمال.
لذلك يأتي براد بيت في هذا الفيلم بدور رجل المهمات البسيطة، حيث يؤدي دورًا قاتلًا مأجورًا يلقب بلقب مضحك وهو Ladybug. يبدأ الفيلم مع الممثل وهو يصعد بامتعاض على متن قطار سريع في مهمة كانت من المفترض أن تكون بسيطة جدًّا إلى أنها تبدأ بالتعقيد شيئًا فشيئًا، حيث نكتشف أن هذا القطار يحمل عددًا من القتلة المأجورين، وجميعهم موجودون لأجل غاية واحدة، ولكنهم لا يعرفون ذلك بعد.
وبناءً على قناعة الممثل براد بيت في هذا الفيلم بأنه جالب الحظ السيئ والأقل حَظًّا بين الناس، تستمر توقعاته بإثبات أنه على حق، ليواجه عددًا من المجرمين الذين يستهدفونه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
بالنسبة لي فيلم Bullet Train هو أحد تلك الأفلام التي أطلق عليها “أفلام الفشار” فهو فيلم ممتع للمتابعة في السينما، ويخبرك من عرضه الدعائي أنه سيكون حريصًا على حس الفكاهة، تصاعد الأكشن وكذلك تقل الموازين في الأحداث. ولذلك فهو لا يعد بدراما عالية، ولا واقعية في الأكشن ولا متانة في القصة.. هو مجرد وقت للفشار واستمتاع جماهير براد بيت وبقية طاقم الممثلين. ولذلك فبالنسبة لي شَخْصِيًّا وجدت أن الفيلم كان ممتعًا رغم تقيمي الذي لا يزيد عن ستة من عشرة لهذا العمل.