|


د. عبد الرزاق أبوداود
مولود..!!
2022-08-14
تمخض الجبل فولد “مولودًا ضعيفًا”، “مثل” يشير إلى “جبل ضخم” يخرج من شقوقه “مولود” صغير، وكأنه أنجب هذا “المولود”، ويضرب لمن ينتظر منه الكثير، لكنه يأتي بالقليل، ويتداول هذا “المثل” على السنة وذاكرة الناس بعامة، في بعض المواقف الحرجة أو الساخرة، وكأن الجبل العتيد بصلابته وضخامته عندما أراد أن “يلد” شيئًا “ولد” “مولودًا ضعيفًا”!!، و”المثل” شاهد على “هشاشة” الإنجاز، والتوقعات الروتينية، ويضرب “المثل” عند انتظار شيء “كبير” من “شخص” أو “جهة”، لم يقدموا شيئًا! سوى تكرار الأخطاء والهفوات، ولم يكن “الإنجاز” بقدر الجهد والمال، “فالمولود” يبدو كتلميذ يوهم الآخرين بسهر الليالي والمذاكرة، وإنه لم يترك مقررًا إلا واستوعبه، فإذا جاء آخر العام إذا هو بعداد الراسبين!!
ويضرب “المثل” كذلك “للتندر” “والمداعبة” ممن يتوقع منه أن ينجز شيئًا، بيد أنه لا “يأتي بذلك”، أو يتناسب مع الأحلام المطروحة، ويضرب كذلك عندما يكون حجم “الإنجاز” غير كافٍ، ولا يساوي الجهد والمال المبذول.
“للأمثال” أهمية في الذاكرة “الجماعية” للأمم والشعوب، لكونها انعكاسًا “منطقيًّا” لحياتنا الاجتماعية، وضمن اهتمامات الباحثين في تراث المجتمعات وآدابها، التي وصلتنا عبر الزمن؛ ولما تمتاز به من تركيز جيد، وإيجاز محكم، قابل للحفظ والانتشار على ألسنة البشر.
“بعض” الأندية الرياضية المحلية تتمخض “نتائج” عجيبة أكثر مما لديها من لاعبين مميزين، وإمكانات فنية وإدارية “ضعيفة”، تسمع ضجيجها وبرامجها “المعلنة”، عما ستقوم بطرحه وتنفيذه، فيبدو للجميع أنها “خلية نحل واعدة”، وهي في الأصل عاجزة عن “قيادة المسيرة الصعبة”، حتى إذا أعلنت عن نشاط أو “احتفالية” جديدة وفق مسمياتها، يظهر “المنتج الضئيل” فجأة، وتظهر ضعف الفكر وإخفاق الوعود والتوجهات، وعندما يتطلع المشجع “البسيط” إلى بارقة أمل جديدة.. “لعل وعسى” أن تأتي بجديد مقنع، أو مستجدات إيجابية تومئ إلى تغيرات “جدية” طال انتظارها، ومع ذلك تنطلق “الاجتماعات”، وتطلق الوعود، وينتظر الجمهور “المتفاعل مع” “القرارات المهمة”
لتقيه أتون “الإخفاقات”، فتعلن وعودًا وإجراءات متواضعة، لا تغني ولا تسمن من جوع، بعد مخاض عسير، “وإنجازات” بملامح “صفرية” متكررة!!
مشهدنا الرياضي حافل “بالجبال” التي تمخضت فأنجبت “جهودًا” بائسة. وقد يصادفك “بعضهم” ممن ينطبق عليهم هذا القول، ويحاول كثيرون جاهدين ألا يكونوا مثلهم، فهي محض حضور رقمي، بلا توجه وتطور حقيقي!!