من جمال القراءة أنها تضع تجارب الأولين أمامنا لنتعلم ونعتبر ونستمتع، والحقيقة أن القارئ إذا ما قرأ ما كتبته الأمم السابقة من حكم وأمثال سيجد أنها متشابهة كثيرًا مع أمثالنا وحكمنا اليوم.
لأن الصفات الإنسانية هي ذاتها مهما اختلفت الأزمنة، لا الطمع زال في حقبة ما، ولا الكرم انقرض في عهد ما، بل أحيانًا عندما يقرأ أحدنا قصصًا من زمن البابليين أو الفراعنة يجد أن الكثير منها تكرر ويتكرر في أزماننا، بل إن الأمر يتعدى ذلك، عندما يجد القارئ أن الكثير من القصص الأدبية أو الصور الشعرية التي كتبها أدباء وشعراء اليوم سبق أن تناولها الأولون. قبل أيام وجدت نفسي ساهرًا مع الحكم القديمة، فوجدت أنها تصلح لزماننا وكأنها كتبت للتو، اخترت لكم مجموعة منها، وسأبدأ بحكمة سومرية ذكرتني بضرورة أن يلتفت الإنسان للنعم التي بين يديه، يبدو أن في السومريين أيضًا من كان كثير الشكوى والندم (أنت لا تتحدث عن الخبز الذي وجدته، أنت تتحدث فقط عن الخبز الذي فقدته) يقال بأن الفراعنة أول من استخلص زيوت العطور من الورود، وأول من توصلوا إلى طريقة التحنيط التي أثارت إعجاب علماء اليوم، ومن الحكمة التالية نستطيع أن نعرف عن مستوى الطب الرفيع الذي كانوا عليه (ربع ما تأكله يكفيك لكي تعيش.. الثلاثة أرباع الأخرى تجعل الأطباء يعيشون) يحدد الفراعنة أن في معدة الإنسان أسباب الصحة والمرض، وأن ما ينصح به أطباء اليوم قد نصح به الأطباء الفراعنة قبل آلاف السنين. قبل أن أنتقل من الفراعنة إلى البابليين، أنقل لكم هذه المقولة الفرعونية التي ذكرتني بالمثل الشعبي (حشر مع الجماعة عيد) يقول الفراعنة (عندما يخطئ الكل لا أحد يكون على خطأ). الحكمة التالية بابلية، أنصح المختصين بتطوير الذات باستخدامها، فهم بحاجة لتحديث مفرداتهم، كما أنها قيّمة لما فيها من حقيقة ونفع (أينما وجدت العزيمة وجد الطريق). أتفق مع البابليين، لا أتذكر أني أنجزت شيئًا إلا وكانت عزيمتي قوية، كانت الحلول تبتكر تحت الضغوط، أما التي فشلت فيها مع سهولة تنفيذها فكان سببها أني كنت بلا روح أو دافع حقيقي. عندما قرأت الحكم الرومانية توصلت أن حكماءهم قد عانوا من بعض الجهلاء، لا شك أنهم أتعبوهم بالجدال، فأطلقوا بسببهم هذه الحكمة (ليس هناك رد حكيم لتعليق أحمق). ويبدو أن الأحمق حاول أن يرد عليهم من خلال التأنق والملابس مرتفعة الثمن، فأطلقوا بعد أن شاهدوه هذه الحكمة (السرج المذهّب لا يجعل الحمار حصانًا). عن التسامح أعجبتني حكمة صينية، أرادوا فيها أن يبعدوا المرء عن الانتقام، وأن يتسامى ويمضي للأمام، وألا يضع مصيرة في خطر (إذا أردت الانتقام فاحفر قبرين). أخيرًا ما قاله فلاسفة اليونان (عيوب الجسم يسترها متر قماش، وعيوب الفكر يكشفها أول نقاش).
لأن الصفات الإنسانية هي ذاتها مهما اختلفت الأزمنة، لا الطمع زال في حقبة ما، ولا الكرم انقرض في عهد ما، بل أحيانًا عندما يقرأ أحدنا قصصًا من زمن البابليين أو الفراعنة يجد أن الكثير منها تكرر ويتكرر في أزماننا، بل إن الأمر يتعدى ذلك، عندما يجد القارئ أن الكثير من القصص الأدبية أو الصور الشعرية التي كتبها أدباء وشعراء اليوم سبق أن تناولها الأولون. قبل أيام وجدت نفسي ساهرًا مع الحكم القديمة، فوجدت أنها تصلح لزماننا وكأنها كتبت للتو، اخترت لكم مجموعة منها، وسأبدأ بحكمة سومرية ذكرتني بضرورة أن يلتفت الإنسان للنعم التي بين يديه، يبدو أن في السومريين أيضًا من كان كثير الشكوى والندم (أنت لا تتحدث عن الخبز الذي وجدته، أنت تتحدث فقط عن الخبز الذي فقدته) يقال بأن الفراعنة أول من استخلص زيوت العطور من الورود، وأول من توصلوا إلى طريقة التحنيط التي أثارت إعجاب علماء اليوم، ومن الحكمة التالية نستطيع أن نعرف عن مستوى الطب الرفيع الذي كانوا عليه (ربع ما تأكله يكفيك لكي تعيش.. الثلاثة أرباع الأخرى تجعل الأطباء يعيشون) يحدد الفراعنة أن في معدة الإنسان أسباب الصحة والمرض، وأن ما ينصح به أطباء اليوم قد نصح به الأطباء الفراعنة قبل آلاف السنين. قبل أن أنتقل من الفراعنة إلى البابليين، أنقل لكم هذه المقولة الفرعونية التي ذكرتني بالمثل الشعبي (حشر مع الجماعة عيد) يقول الفراعنة (عندما يخطئ الكل لا أحد يكون على خطأ). الحكمة التالية بابلية، أنصح المختصين بتطوير الذات باستخدامها، فهم بحاجة لتحديث مفرداتهم، كما أنها قيّمة لما فيها من حقيقة ونفع (أينما وجدت العزيمة وجد الطريق). أتفق مع البابليين، لا أتذكر أني أنجزت شيئًا إلا وكانت عزيمتي قوية، كانت الحلول تبتكر تحت الضغوط، أما التي فشلت فيها مع سهولة تنفيذها فكان سببها أني كنت بلا روح أو دافع حقيقي. عندما قرأت الحكم الرومانية توصلت أن حكماءهم قد عانوا من بعض الجهلاء، لا شك أنهم أتعبوهم بالجدال، فأطلقوا بسببهم هذه الحكمة (ليس هناك رد حكيم لتعليق أحمق). ويبدو أن الأحمق حاول أن يرد عليهم من خلال التأنق والملابس مرتفعة الثمن، فأطلقوا بعد أن شاهدوه هذه الحكمة (السرج المذهّب لا يجعل الحمار حصانًا). عن التسامح أعجبتني حكمة صينية، أرادوا فيها أن يبعدوا المرء عن الانتقام، وأن يتسامى ويمضي للأمام، وألا يضع مصيرة في خطر (إذا أردت الانتقام فاحفر قبرين). أخيرًا ما قاله فلاسفة اليونان (عيوب الجسم يسترها متر قماش، وعيوب الفكر يكشفها أول نقاش).