مع كامل احترامي وتقديري للذكاء الصناعي والروبوتات إلا أن الأمر زاد عن حده، ومن الخطأ أن يكون هدف الشركات التجارية توفير المال وزيادة الأرباح باستبدال الموظفين بالروبوتات، لأن الشركات ستفقد الحس الإنساني الذي لا يستطيع الذكاء الصناعي والروبوتات تقديمه للناس، تكفيني ابتسامة من صانع القهوة لأكون زبونًا دائمًا، وستزيد محبتي للمقهى إن سألني أحد الموظفين وهو ينظر إلى عيني: كيف حالك اليوم؟ لا أظن أن هناك روبوتًا سيحل محل عم سيد وهو يضع أطباق الفول على الطاولة ويرحب بابتسامته قائلًا كعادته: سمعت آخر نكته؟
ـ لا.
ـ واحد رجع من الشغل لقى البيت بيتحرق… دخل أول مرة طلّع بنته.. وبعدين دخل طلّع مراته.. وبعدين دخل وخرج فاضي.. ودخل تاني وخرج فاضي.. قالوا له أنت بتدخل تعمل إيه؟ قالهم بقلّب حماتي!.
قبل عام شاهدت روبوتات تعدُّ القهوة، وروبوتات تعدُّ البيتزا، كتب أصحاب المطعم لافتةً تقول: بيتزا لا تمسها اليد البشرية! كتبوا ما كتبوه بداعي الفخر، متناسين أن روبوتهم تمسه الأيادي البشرية كل يوم، على الأقل عندما يتم تشغيله وإطفائه. ثم منذ متى صارت الأيدي البشرية عيبًا يا أعزائي التجار، هذه الأيادي العائدة لإنسان يملأ المكان طاقة ومودة، ألا يدرك الذين بدؤوا باستخدام الروبوتات في مطاعمهم أن الطعام موجود في بيوت الزبائن، والقهوة تملأ مطابخهم، وأن الأمر عندهم في الرحلة ولقاء الناس، وأن الغاية أبعد من الأكل وشرب القهوة. آخر التقارير تقول إن الروبوت وتكنولوجيا الذكاء الصناعي يشكلان التهديد الأكبر لسوق العمل، وأن مهنًا بشريةً في طريقها للانقراض في السنوات القليلة القادمة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مهن جمع البيانات وبعض التخصصات العقارية والمحاسبة، أما المهن التي يصعب استبدال البشر فيها حاليًا هي البستنة والسباكة وتقديم رعاية الأطفال والمسنين. بالنسبة لي سأحاول تعلم أن أكون بستانيًا، وسأبدأ بالتعلم بعد أن تخف درجات الحرارة، لأن الروبوت الذي يقدم البرامج الإذاعية صار يعمل في مؤسسات صينية ويابانية، شاهدت أحدهم يقدم نشرة الأخبار، أدركت حينها أن الروبوت المذيع سيصل إلينا بعد سنوات قليلة، وتخيلت مدير البرامج في الإذاعة يفاتحني بموضوع الاستغناء عني: تعرف أخ أحمد إن الروبوتات صارت هي التي تقدم البرامج.. وبصراحة.. هنا قاطعته: لا عادي وأتفهم موقفك، ونصحته أن يتعلم مهنة لا يعوضها الروبوت في السنوات القادمة، لأن من صنع الروبوت المذيع سيصنع الروبوت الذي سيعمل كمدير برامج، وعندما غادرت وفي الطريق استمعت للإذاعة، كان المذيع روبوتًا، وأصوات المغنين تعود لروبوتات، تشبه أصوات المغنين الذين نعرفهم ونحبهم، لكنها لا تحمل إحساسهم!.
ـ لا.
ـ واحد رجع من الشغل لقى البيت بيتحرق… دخل أول مرة طلّع بنته.. وبعدين دخل طلّع مراته.. وبعدين دخل وخرج فاضي.. ودخل تاني وخرج فاضي.. قالوا له أنت بتدخل تعمل إيه؟ قالهم بقلّب حماتي!.
قبل عام شاهدت روبوتات تعدُّ القهوة، وروبوتات تعدُّ البيتزا، كتب أصحاب المطعم لافتةً تقول: بيتزا لا تمسها اليد البشرية! كتبوا ما كتبوه بداعي الفخر، متناسين أن روبوتهم تمسه الأيادي البشرية كل يوم، على الأقل عندما يتم تشغيله وإطفائه. ثم منذ متى صارت الأيدي البشرية عيبًا يا أعزائي التجار، هذه الأيادي العائدة لإنسان يملأ المكان طاقة ومودة، ألا يدرك الذين بدؤوا باستخدام الروبوتات في مطاعمهم أن الطعام موجود في بيوت الزبائن، والقهوة تملأ مطابخهم، وأن الأمر عندهم في الرحلة ولقاء الناس، وأن الغاية أبعد من الأكل وشرب القهوة. آخر التقارير تقول إن الروبوت وتكنولوجيا الذكاء الصناعي يشكلان التهديد الأكبر لسوق العمل، وأن مهنًا بشريةً في طريقها للانقراض في السنوات القليلة القادمة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مهن جمع البيانات وبعض التخصصات العقارية والمحاسبة، أما المهن التي يصعب استبدال البشر فيها حاليًا هي البستنة والسباكة وتقديم رعاية الأطفال والمسنين. بالنسبة لي سأحاول تعلم أن أكون بستانيًا، وسأبدأ بالتعلم بعد أن تخف درجات الحرارة، لأن الروبوت الذي يقدم البرامج الإذاعية صار يعمل في مؤسسات صينية ويابانية، شاهدت أحدهم يقدم نشرة الأخبار، أدركت حينها أن الروبوت المذيع سيصل إلينا بعد سنوات قليلة، وتخيلت مدير البرامج في الإذاعة يفاتحني بموضوع الاستغناء عني: تعرف أخ أحمد إن الروبوتات صارت هي التي تقدم البرامج.. وبصراحة.. هنا قاطعته: لا عادي وأتفهم موقفك، ونصحته أن يتعلم مهنة لا يعوضها الروبوت في السنوات القادمة، لأن من صنع الروبوت المذيع سيصنع الروبوت الذي سيعمل كمدير برامج، وعندما غادرت وفي الطريق استمعت للإذاعة، كان المذيع روبوتًا، وأصوات المغنين تعود لروبوتات، تشبه أصوات المغنين الذين نعرفهم ونحبهم، لكنها لا تحمل إحساسهم!.