أحمد الحامد⁩
مدير الفرح
2022-08-25
كلما قرأت عن شركة ناجحة أو مشروع يضم فريق عمل حقق نجاحًا أجد مديرًا متميزًا، وأن هذا المدير كان منفتحًا وبعيدًا عن الغطرسة والتشدد في آرائه وأسلوب إدارته.
ولا أعرف من قال لبعض المديرين إن شخصية المدير يجب أن تكون على الدوام جادة جدًا، نادرًا ما تسمع صوت ضحكتها، أو كلمات مزاحها مع أحد الموظفين، وكأن الإدارة هي منظر المدير لا نتائجه على الورق وفي أرصدة الشركة، بالإضافة للأجواء الإيجابية التي يحققها في بيئة العمل. يروي أحد الأصدقاء عن حكايته مع الإدارة وكيف أن شيئًا ما بداخله قد تحوّل بمجرد أن تمت ترقيته إلى مدير، قال بأنه ما عاد ذاك الشخص الذي يوزع السلام على زملائه في الممر المؤدي إلى مكتبه، وصار في مشيته شيئًا من طاووس، وتخلى عن الدردشات التي كان يجريها مع زملائه عن بعض المواضيع التي لا تخص العمل، يقول بأنني وجدت نفسي عندما أصبحت مديرًا أخاطب زملائي المقربين وكأنني متحدث رسمي في مؤتمر صحفي عام، وأنه طوال فترة إدارته كان شديدًا فلم يعطِ أحدًا مكافأة أو زيادة في راتبه، مع كل الجهد الذي بذلوه، وعندما سألته عن السبب الذي جعل شخصيته تتبدل بمجرد توليه منصب الإدارة أجاب بأنه لا يعلم تحديدًا، لكنه قال في نهاية الحديث إن في دواخل الإنسان صفات كامنة لا تظهر إلا في ظروف معينة، ويبدو أن صفاتي الكامنة كانت سلبية وظهرت عندما وجدت فرصتها!. أعتقد أن مهمة المدير الأولى هي توفير بيئة عمل يحبها الموظفون، للدرجة التي يكونون فيها سعداء أثناء توجههم لمقر العمل. قبل يومين شاهدت جاك ويليش يجيب على السؤال التالي في إحدى لقاءاته المفتوحة، ما الذي يجب على المدير فعله لكي يصبح مديرًا ناجحًا؟ وجاك ويليش هو رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة LG سابقًا ومدير الشركة (1981 ـ 2001) لقّب بمدير القرن وحصل على أكبر نهاية خدمة في التاريخ بلغت 417 مليون دولار، ولا شك أنه يستحق هذا الرقم الفلكي، لأنه خلال فترة إدارته ارتفعت قيمة الشركة 4000%. أما إجابته على السؤال فكانت عبر هذه النصائح التي قدمتها للمديرين.
ـ فلتكن لديك جينات الكرم.
ـ كن سعيدًا بترقية الناس.
ـ استمتع بنجاح الآخرين.
ـ كن سعيدًا بإعطاء الزيادات والمكافآت.
ـ فكر بالحماس الذي يمكنك أن تجده في عملك، اجعله متعة.
ـ كن الرئيس التنفيذي للفرح.