|


رياض المسلم
في يوم عودة المدارس.. الإجازة متى؟!
2022-08-27
السؤال الأول الذي يوجهه بعض الطلبة لأولياء أمورهم وهم في طريقهم إلى مدارسهم في انطلاقة العام الدراسي الجديد متزينين بالحقائب الجديدة والهندام المصفوف والأحذية اللامعة كيوم عيد، “متى تبدأ الإجازة الجديدة؟!”.. وكأنهم لم يمضوا شهرين كاملين متنقلين بين أيامها ولياليها.
هذا السؤال عندما يوجهه طالب “بليد” فلا عجب، لكن صدوره من “النجيب” فهنا توضع ألف علامة استفهام.
الإجابة على الأسئلة المتناثرة في السيارة المقلة للصغار إلى مدرستهم، تكمن في البيئة المدرسية وكيفية جعلها جاذبة لمن يدخلها، وتقع في مرمى مسؤولي وزارة التربية والتعليم ومديري مناطقها التعليمية فأولياء الأمور ينتهي دورهم عند دخول أبنائهم من بوابات المدارس، فمن يتولاهم هناك؟، قد يكون حارس المدرسة وأسلوبه “الجاف” أول المنفرين قبل فتح الباب، أو العاملين في “المقاصف” ولا أعرف سبب تسميتها بهذا الاسم، وتعاملهم مع الطلبة غير المرن يسد أنفسهم عن تناول وجباتهم، وقد يواجهون معلمًا “سيء المزاج” فيصبغه عليهم فينتظرون رحيله عن الفصل الصغير مساحة متكدس العدد، وحينها فلا شكوى قائد مدرسة تنفع أو وكيل تفيد، فتتحول البيئة التي يفترض أن تكون محفزة للإبداع والتألق إلى طاردة ومنفرة، فتلك المواقف يتعرض لها الكثير من الطلبة وبسبب أو آخر اختزلت في سؤالهم الصباحي.. “متى الإجازة”؟.
لست مختصًا في التربية، ولم أنتمِ إلى حقل التعليم يوما، لكني كنت طالبًا في كافة المراحل الدراسية ومررت بمواقف مشابهة وأكثر قسوة في زمننا لكنها أيام “وعدت بخيرها وشرها”.
أدرك أن هناك تطورًا في التعليم ومناهجه وطرق عرض الحصص والدورات التدريبية، واختفى زمن “الطباشير” الذي كان يرمى على الطلبة كنوع من العقاب أكثر من مروره على “السبورة الخضراء”، علمًا أن الكثير منهم في ذلك الزمن كان يمكن احتوائهم، ففي النهاية هم لم يصلوا إلى حد ما فعلوه أبطال مسرحية “مدرسة المشاغبين” الذين أيضًا جعل منهم مؤلفها الكاتب علي سالم نماذج مشرفة قبل إسدال الستار بعد أن عاثوا في خشبة المسرح فسادًا وجنونًا.
التطوير وسن الأنظمة هي تشريعات تقوم بها الوزارة، ولكن من ينفذها على أرض الواقع؟ وكيف يتم التعامل معها؟ فإذا كانت ترغب بتحقيق تطلعاتها في مدارسها الحكومية فعليها أن تلتفت لما يفعله بعض المنتمين لها من قائد المدرسة حتى حارسها وتراقبهم وتعاقبهم، وحينها لن يسأل الطلبة عن موعد الإجازة بل سيسألون في الإجازة عن موعد المدرسة.