كنت وما زلت من الذين يأخذهم خيالهم بعيدًا حتى في وسط الاجتماعات إذا كان الاجتماع مملًا لا فائدة منه ولا جديد فيه، والحقيقة أن سرحاني له تاريخ ممتد منذ الطفولة، وتحديدًا منذ أن صارت للذاكرة مقدرة على الحفظ.
في المدرسة الابتدائية كنت أذهب بعيدًا في بعض الحصص، ففي الوقت الذي فيه معلم الرياضيات يشرح مسألته الحسابية، كنت أنا أسكّن الكرة على صدري قبل أن أضعها قويةً في الزاوية البعيدة للمرمى، أو أجري لقاءً قصيرًا مع المراسل أهدي فيه الفوز للجماهير التي حضرت المباراة وكل من يتابع عبر الشاشة! على هذا الشكل بددت علاماتي في مادة الرياضيات. الآن وبعد كل هذه المدة الطويلة عرفت السبب الذي كان يجنح بي إلى الخيال في مادة الرياضيات تحديدًا، ولماذا كنت أنتبه وأنا سعيد لدروس التاريخ والجغرافيا واللغة العربية عدى الإعراب. ببساطة.. لم أكن أحب الرياضيات فكنت أهرب من الدرس بواسطة الخيال، ولأني أحب الكرة كانت هي الأقرب لكي تكون رفيقتي في رحلة الهروب. أما بالنسبة للاجتماعات التي أحضرها في العمل فلم أكن أهرب بالخيال من أي اجتماع، فقط تلك التي لا أحبها.
إذن تبدو عمليات الخيال التي يمارسها الإنسان في عقله هي عمليات هروب، والإنسان الذي يلجأ إلى خياله هو غالبًا هارب من حالة ما. حاولوا أن تتذكروا الأشياء التي تحبوها، سيجد معظمكم أنه سعيد ومنتبه تمامًا، حتى أن الوقت يمضي بسرعة، بينما التي لا تحبها تشعر أن الوقت بطيء وثقيل، لذلك يقوم عقلك بحجز تذكرة سفر وينطلق بك إلى حيث تحب. كل هذه المقدمة والتفسير حرصت أن أكتبه لكي يطمئن الذين يأخذهم خيالهم بعيدًا، أنتم تهربون لأن لا شيء يشدكم في اللحظة التي هربتم بها، ولا تعتقدوا كما اعتقدت أنا سابقًا أن المسألة فيها (إنّ) وقد تتطلب العلاج! مثال بسيط على ذلك، لو أنك مع شخص تحبه كثيرًا وكان يتحدث في شأن تحبه.. هل سيسرح عقلك ؟ غالبًا لا.
لو بدلنا الحالة إلى شخص لا تحبه ويتحدث في شأن لا تحبه.. هل سيسرح عقلك؟ غالبًا نعم.. بالنسبة لي على أقل تقدير.. حينها سأسرح بعيدًا لكنني لن ألعب الكرة هذه المرة، بل سأكتفي بأن أكون مدربًا بحكم التقدم في العمر. الأمر نفسه ينطبق على هواياتنا وتخصصاتنا، الذين يعملون في تخصصاتهم التي يحبونها سعداء في عملهم، ويبدعون لأن عقلهم منسجم معهم، فيعطيهم الأفكار الإبداعية. على العكس من ذلك الذين يعملون في ما لا يحبون ويريدون.. هؤلاء هم أسياد السفر عبر الخيال.
ملاحظة مهمة: ما كتبته رأي شخصي وليس علمي، أخشى أن يقول الأطباء النفسيون بأنني تدخلت في مجالهم، وبما أني ذكرت أطباء النفس إليكم ما وصلني على لسان أحدهم: الأمر طبيعي إذا كنت تتحدث مع خزانة ملابسك.. لا يعتبر هذا مرضًا.. لكنك إذا سمعت الخزانة ترد على كلامك فعليك أن تأتي للعيادة فورًا!
في المدرسة الابتدائية كنت أذهب بعيدًا في بعض الحصص، ففي الوقت الذي فيه معلم الرياضيات يشرح مسألته الحسابية، كنت أنا أسكّن الكرة على صدري قبل أن أضعها قويةً في الزاوية البعيدة للمرمى، أو أجري لقاءً قصيرًا مع المراسل أهدي فيه الفوز للجماهير التي حضرت المباراة وكل من يتابع عبر الشاشة! على هذا الشكل بددت علاماتي في مادة الرياضيات. الآن وبعد كل هذه المدة الطويلة عرفت السبب الذي كان يجنح بي إلى الخيال في مادة الرياضيات تحديدًا، ولماذا كنت أنتبه وأنا سعيد لدروس التاريخ والجغرافيا واللغة العربية عدى الإعراب. ببساطة.. لم أكن أحب الرياضيات فكنت أهرب من الدرس بواسطة الخيال، ولأني أحب الكرة كانت هي الأقرب لكي تكون رفيقتي في رحلة الهروب. أما بالنسبة للاجتماعات التي أحضرها في العمل فلم أكن أهرب بالخيال من أي اجتماع، فقط تلك التي لا أحبها.
إذن تبدو عمليات الخيال التي يمارسها الإنسان في عقله هي عمليات هروب، والإنسان الذي يلجأ إلى خياله هو غالبًا هارب من حالة ما. حاولوا أن تتذكروا الأشياء التي تحبوها، سيجد معظمكم أنه سعيد ومنتبه تمامًا، حتى أن الوقت يمضي بسرعة، بينما التي لا تحبها تشعر أن الوقت بطيء وثقيل، لذلك يقوم عقلك بحجز تذكرة سفر وينطلق بك إلى حيث تحب. كل هذه المقدمة والتفسير حرصت أن أكتبه لكي يطمئن الذين يأخذهم خيالهم بعيدًا، أنتم تهربون لأن لا شيء يشدكم في اللحظة التي هربتم بها، ولا تعتقدوا كما اعتقدت أنا سابقًا أن المسألة فيها (إنّ) وقد تتطلب العلاج! مثال بسيط على ذلك، لو أنك مع شخص تحبه كثيرًا وكان يتحدث في شأن تحبه.. هل سيسرح عقلك ؟ غالبًا لا.
لو بدلنا الحالة إلى شخص لا تحبه ويتحدث في شأن لا تحبه.. هل سيسرح عقلك؟ غالبًا نعم.. بالنسبة لي على أقل تقدير.. حينها سأسرح بعيدًا لكنني لن ألعب الكرة هذه المرة، بل سأكتفي بأن أكون مدربًا بحكم التقدم في العمر. الأمر نفسه ينطبق على هواياتنا وتخصصاتنا، الذين يعملون في تخصصاتهم التي يحبونها سعداء في عملهم، ويبدعون لأن عقلهم منسجم معهم، فيعطيهم الأفكار الإبداعية. على العكس من ذلك الذين يعملون في ما لا يحبون ويريدون.. هؤلاء هم أسياد السفر عبر الخيال.
ملاحظة مهمة: ما كتبته رأي شخصي وليس علمي، أخشى أن يقول الأطباء النفسيون بأنني تدخلت في مجالهم، وبما أني ذكرت أطباء النفس إليكم ما وصلني على لسان أحدهم: الأمر طبيعي إذا كنت تتحدث مع خزانة ملابسك.. لا يعتبر هذا مرضًا.. لكنك إذا سمعت الخزانة ترد على كلامك فعليك أن تأتي للعيادة فورًا!