|


عبد العزيز الزامل
اليتيمة.. فيلم رعب «مستفز»
2022-09-13
قليلة هي الأفلام الجميلة في تصنيف الرعب، وسبق لي أن تحدثت عن مدى التشابه والبهوت في الأفكار التي تصرخ قائلة بأنها أعمال أصلية ولكن حقيقتها بعد المشاهدة تكون تكرارًا مملًا في ذات الأفكار وذات الشبح في البيت المسكون وذات القاتل المتسلسل في الغابة المظلمة... سيناريوهات جعلت مني كمحب للسينما أن أجعل تصنيف الرعب من أقل التصنيفات ذات الاهتمام لدي.
ولكن، من وقت لآخر يظهر فيلم فريد ومثير للاهتمام نوعًا ما... قد لا يكون متكاملًا، صحيحًا، ولكن على الأقل قابل للمشاهدة...
“اليتيمة” صدر في سنة 2009 وحصل على فكرة فريدة من نوعها -بالنسبة لي- وكان فيلم رعب مستفز جِدًّا. أتمنى ألا أفهم بشكل خاطئ الفيلم ليس بالمثالي وقد لا يرتقي ليكون جميلًا، بل وفيه الكثير من السيناريوهات السيئة في حبكته، ولكنه على الأقل أضاف وجهًا غريبًا من الرعب بالنسبة لي في قصته، ويبدو بأن النقاد في ذلك الوقت كانوا على ذائقة أشد بكثير من الآن. حيث إن الجزء الأول لم يتخط 50 % بالتقييم في موقع الطماطم الفاسدة ولكنه في جزئه الثاني والذي صدر هذا العام يصل إلى 75 %. فهل كان الأول أفضل من الثاني؟
قصة الفيلم بجزئه الأول تتكلم عن يتيمة تتبناها عائلة، هذه اليتيمة غريبة أطوار ووحيدة بلا أصدقاء في دار الأيتام، ولكن لها وقع جميل على من يزور المكان حيث تظهر بشكل مريح جِدًّا مما يجعل الزوار يرغبون بأن يتبنوها.
ولكن بمجرد أن تكون معهم في بيتهم تبدأ أشياء غامضة وبشعة بالحصول لهم... ومن هنا نعيش كمشاهدي تجربة غموض أسبابها غير معروفة. وعلى الرغم من السوء الذي كان فيه بكثير من التفاصيل المنطقية بأن تحدث دون انتباه أي أسره في أي بيت، إلا أنني كنت مستعدًا للتغاضي عنها بغضب فقط لأجل الفضول بنهاية الحدث بالجزء الأول. وبالفعل انتهى وأشبع فضولي بغضب من الأحداث.
الآن، العودة بتقديم أعلى وبجزء آخر، الجزء الذي يتكلم عن الجريمة الأولى مع معرفنا المسبقة بالنهاية. وبالرغم من أني قد عرفت كل ما أرغب بمعرفته في الجزء الماضي إلا أن ذات الاستفزاز المثير للاهتمام كان موجودًا في هذا الفيلم أيضًا وبالتالي أكملته... أما الغريب فهو دورة تحول النقاد واختلاف معاييرهم الفنية بعد ما يزيد عن العشر سنوات.
اليتيمة فيلم فريد في فكرته بجزئه الأول، وعليه حصل على كل ذلك الاهتمام قبل ما يزيد عن العشر سنوات، أما الثاني فامتداد مستفز وتكرار لمعضلة السينما وأفلام الرعب التي لا يظهر أن حلها سيكون قريبًا.