بدأت علاقة السعودية بالألعاب الأولمبية منذ أكثر من نصف قرن، حين حصلت اللجنة الأولمبية السعودية علــى العضوية الدولية للجنة الأولمبية الدولية في العام 1965.
فيما جاء أول ظهور لرياضيّ سعودي في الدورات الأولمبية في العام 1972، عندما شاركت في دورة الألعاب الأولمبية الـ20 والتي استضافتها مدينة ميونخ الألمانية بفريق لألعاب القوى يتكون من 9 لاعبين، بعدما اقتصرت مشاركة السعودية في أولمبياد المكسيك 1968 بوفد إداري فقط.
بعد ذلك، شاركت السعودية في أولمبياد مونتريال 1976 بفريق مكون من 12 لاعباً في ألعاب القوى، وشكّل الظهور الثالث في أولمبياد لوس أنجلوس في عام 1984، نقلة نوعية في المشاركات السعودية وكانت الأكبر من حيث مشاركة الاتحادات السعودية، حيث شاركت بفريق من 40 لاعباً في منافسات كرة القدم والدراجات والقوس والسهم والرماية والسلاح وألعاب القوى والتايكوندو.
وفي المشاركة الرابعة للسعودية التي أقيمت في سيول عام 1988، شاركت السعودية بـ14 لاعباً في ألعاب القوى، والقوس والسهم، والرماية، والتايكوندو. فيما كانت المشاركة الخامسة للسعودية في مدينة برشلونة الإسبانية عام 1992، بتواجد 9 لاعبين في ألعاب القوى والسباحة والدراجات والسلاح وكرة الطاولة. وفي مدينة أتلانتا الأمريكية عام 1996، سجلت السعودية ظهورها السادس بتواجد 30 لاعباً في منافسات كرة القدم وألعاب القوى، ورفع الأثقال، والفروسية، والرماية.
وسجلت المشاركة السابعة للسعودية في الألعاب الأولمبيية، والتي أقيمت في سيدني عام 2000، الظهور الأول للمملكة على منصات تتويج الأولمبياد، عندما تمكّن العداء الأولمبي هادي صوعان صميلي من انتزاع فضية سباق 400 متر حواجز، كما حقق الفارس خالد العيد برونزية قفز الحواجز في الفروسية، بعدما شاركت المملكة بـ14 لاعباً في منافسات ألعاب القوى، والفروسية ورفع الأثقال وكرة الطاولة والسباحة والرماية.
وفي أثينا 2004، شاركت المملكة للمرة الثامنة بتواجد 15 لاعباً في منافسات الفروسية وألعاب القوى والرماية وكرة الطاولة ورفع الأثقال والسباحة. ومثل المملكة 14 لاعباً في مشاركتها التاسعة في بكين 2008، في منافسات ألعاب القوى ورفع الأثقال والرماية والفروسية.
وشهدت المشاركة العاشرة للملكة خلال أولمبياد لندن 2012، حدثاً تاريخياً تمثل في مشاركة رياضيتان سعوديتان للمرة الأولى في تاريخ السعودية في دورة الألعاب الأولمبية، حيث شاركت.
سارة عطار في سباق 800 م للجري، ووجدان شهرخاني في منافسات الجودو، كما تمكن المنتخب السعودي للفروسية من تحقيق الميدالية البرونزية خلال مشاركته في الدورة التي مثّل المملكة خلالها 17 لاعباً ولاعبة في منافسات ألعاب القوى والفروسية والجودو والرماية ورفع الأثقال. وفي مشاركتها الحادية عشرة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، مثّل المملكة 11 لاعباً ولاعبة في منافسات ألعاب القوى والرماية والجودو ورفع الأثقال، وهي المشاركة التي شهدت تواجد 4 لاعبات سعوديات في المنافسات.
وتكللت المشاركة الأخيرة للملكة في الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020، بحصول طارق حامدي على الميدالية الفضية في منافسات وزن أكبر من 79 كجم في الكاراتيه، كما كانت هذه المشاركة هي الأكبر في عدد الرياضات التي تشارك فيها المملكة، حيث نافست بـ33 لاعباً ولاعبة في 9 رياضات هي كرة القدم، والكاراتيه، وكرة الطاولة، والسباحة، والرماية، والتجديف، ورفع الأثقال، والجودو، وألعاب القوى.
وفي إطار الجهود الرامية إلى تعزيز ريادة المملكة في مختلف الألعاب الرياضية، تبرز دورة الألعاب السعودية 2022، كأحد الروافد الهامة للمواهب الرياضية الشابة والتي يمكن الاستثمار في رعايتها لخلق أبطال قادرين على الوصول لمنصات التتويج العالمية بالموائمة مع برنامج رياضي النخبة، وهو الهدف الأسمى والأهم للحدث الرياضي الوطني الأكبر في تاريخ المملكة، والذي تستضيفه العاصمة الرياض، خلال الفترة من 27 أكتوبر وحتى 7 نوفمبر المقبل، بمشاركة أكثـر من 6000 رياضي يمثلون 200 ناد ويتنافسون في 45 رياضة أولمبية.
وتستهدف الدورة زيادة عدد ممارسي الرياضة في المملكة، واكتشاف جيل جديد من الأبطال في الألعاب الرياضية، حيث ترتبط دورة الألعاب السعودية ببرنامج رياضي النخبة، الذي يهدف إلى اكتشاف أبطال رياضيين عبر كشافي البرنامج الذين سيتابعون مجريات الدورة لاختيار أبطال المستقبل ورعايتهم ليصبحوا أبطالًا أولمبيين.
الجدير بالذكر أن دورة الألعاب السعودية تهدف إلى رفع مستوى قدرات المملكة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى تماشياً مع رؤية المملكة 2030، وبشكل يواكب الدعم اللامحدود الذي يحظى به القطـاع الرياضي من قبل القيـادة الرشيـدة، وتسعى الدورة إلى زيادة شعبية الألعاب المختلفة في المملكة وتحقيق بيئة رياضية مثالية للتنافس بين الرياضيين في مختلف الرياضات، إذ تم تخصيص جوائز مالية ضخمة، حيث يحصل الفائز بالميدالية الذهبية في أي لعبة على مليون ريال، والفضية 300 ألف ريال، والبرونزية 100 ألف ريال.