مع كل هذه المساحات الشاسعة لليابسة بصحاريها وغاباتها وسهولها وجبالها، إلا أنها لا تبلغ سوى 29 في المئة من مساحة الكرة الأرضية، أما الباقي فبحر يلفنا من كل اتجاه، ويقال إن الإنسان لم يعرف سوى القليل عن سكان البحر، ويجهل الكثير عن خباياه وأسراره، وهذا قول معقول، لأن الذي مازال يجهل أسرار اليابسة لا شك أنه يجهل أسرار البحر الأكبر مساحة والأعمق غموضًا.
وكان باحثون كنديون قدّروا عدد الكائنات في العالم بنحو 8.7 مليون معظمها لم تكشف أو تصنف، وأن 86 % من الكائنات البرية لم تكتشف، بينما وصل عدد الكائنات البحرية غير المكتشفة 91 % حسب تقديرات الباحثين في دراستهم المنشورة في (بلوس بيولوجي) العام 2011.
اعتدت عندما أشعر بالتعب على مشاهدة جمال المخلوقات البحرية، وفي اليوتيوب هناك برامج مختصة بتصوير أعماق البحار وإظهار شيء من خلق الله سبحانه وتعالى، مخلوقات لم تعتد عليها العين، بعضها ينير بإضاءة وكأن داخله أسلاك من مصابيح، وبعضه شفاف للدرجة التي ترى خلفه عبر جسده، وألوان جديدة لم نشاهدها في الأرض ولم يمزجها الرسامون ولا محترفو الجرافيك. في كل مرة أشاهد برامج البحر أجد نفسي أسبّح الله على طول زمن الحلقة، وتمتلئ عيني بكل ما هو جميل، ولاحظت بعد مشاهدتي لإبداع الخالق أنني أصبحت أكثر سكينة. علاقتي بالبحر معتدلة وغير منحازة، لا إليه ولا ضده، أنا شاطئي أكثر من حبي للسباحة، وقد يكون السبب موقفًا في الصغر، كان المد ممتدًا فمشيت وابن عمي مشيًا داخل المياه التي لم تصل إلا لأكتافنا، ثم وقعت في حفرة أظنها صغيرة، ومع أنني أجيد السباحة، إلا أن الخوف كان أكبر من أن أتذكر إجادتي للسباحة، انتشلني ابن عمي وخرجت وأنا أحمل عقدة السباحة في المياه البعيدة عن الشاطئ.
منذ ذلك اليوم وأنا لا أستطيع الثبات على وصف وحيد للبحر، هو هادئ وهذا الجانب الذي أحبه، لكنه لا يبقى هادئًا دائمًا وهذا ما يخيفني منه، أحب لونه الأزرق الفيروزي، لكنه يغير لونه خصوصًا لذلك اللون الداكن، أحب الجلوس على ساحله، ولا أتخيل نفسي مبحرًا فيه. لكن النتيجة أنني أحبه. بالأمس وبعد حديث مطوّل مع أحد الأحبة، نصحني أن أسبح في البحر، أن أطفو وأترك أمواجه تأخذني مدة حيث تريد، قال إن في البحر ملوحة لا نجدها على اليابسة، وإن روح الإنسان بحاجة إليها، قد يكون كلامه لشعوره بحاجتي للدخول في أجواء جديدة تكسر المعتاد. وها أنا وفي هذا الصباح الباكر أتجه نحوه، تمر في بالي أغنية نجاة التي تصف علاقتها مع البحر، وكأنها تصف شيئًا من علاقتي معه أيضًا:
أنا بعشق البحر
زيك يا حبيبي حنون
وساعات زيك مجنون
ومهاجر ومسافر
وساعات زيك حيران
وساعات زيك زعلان
وساعات مليان بالصبر
أنا بعشق البحر.
وكان باحثون كنديون قدّروا عدد الكائنات في العالم بنحو 8.7 مليون معظمها لم تكشف أو تصنف، وأن 86 % من الكائنات البرية لم تكتشف، بينما وصل عدد الكائنات البحرية غير المكتشفة 91 % حسب تقديرات الباحثين في دراستهم المنشورة في (بلوس بيولوجي) العام 2011.
اعتدت عندما أشعر بالتعب على مشاهدة جمال المخلوقات البحرية، وفي اليوتيوب هناك برامج مختصة بتصوير أعماق البحار وإظهار شيء من خلق الله سبحانه وتعالى، مخلوقات لم تعتد عليها العين، بعضها ينير بإضاءة وكأن داخله أسلاك من مصابيح، وبعضه شفاف للدرجة التي ترى خلفه عبر جسده، وألوان جديدة لم نشاهدها في الأرض ولم يمزجها الرسامون ولا محترفو الجرافيك. في كل مرة أشاهد برامج البحر أجد نفسي أسبّح الله على طول زمن الحلقة، وتمتلئ عيني بكل ما هو جميل، ولاحظت بعد مشاهدتي لإبداع الخالق أنني أصبحت أكثر سكينة. علاقتي بالبحر معتدلة وغير منحازة، لا إليه ولا ضده، أنا شاطئي أكثر من حبي للسباحة، وقد يكون السبب موقفًا في الصغر، كان المد ممتدًا فمشيت وابن عمي مشيًا داخل المياه التي لم تصل إلا لأكتافنا، ثم وقعت في حفرة أظنها صغيرة، ومع أنني أجيد السباحة، إلا أن الخوف كان أكبر من أن أتذكر إجادتي للسباحة، انتشلني ابن عمي وخرجت وأنا أحمل عقدة السباحة في المياه البعيدة عن الشاطئ.
منذ ذلك اليوم وأنا لا أستطيع الثبات على وصف وحيد للبحر، هو هادئ وهذا الجانب الذي أحبه، لكنه لا يبقى هادئًا دائمًا وهذا ما يخيفني منه، أحب لونه الأزرق الفيروزي، لكنه يغير لونه خصوصًا لذلك اللون الداكن، أحب الجلوس على ساحله، ولا أتخيل نفسي مبحرًا فيه. لكن النتيجة أنني أحبه. بالأمس وبعد حديث مطوّل مع أحد الأحبة، نصحني أن أسبح في البحر، أن أطفو وأترك أمواجه تأخذني مدة حيث تريد، قال إن في البحر ملوحة لا نجدها على اليابسة، وإن روح الإنسان بحاجة إليها، قد يكون كلامه لشعوره بحاجتي للدخول في أجواء جديدة تكسر المعتاد. وها أنا وفي هذا الصباح الباكر أتجه نحوه، تمر في بالي أغنية نجاة التي تصف علاقتها مع البحر، وكأنها تصف شيئًا من علاقتي معه أيضًا:
أنا بعشق البحر
زيك يا حبيبي حنون
وساعات زيك مجنون
ومهاجر ومسافر
وساعات زيك حيران
وساعات زيك زعلان
وساعات مليان بالصبر
أنا بعشق البحر.
