|


أحمد الحامد⁩
العالم الذي نعيش
2022-10-13
- مقال اليوم مما قرأته من أخبار في الأيام الماضية. عندي قناعة أن هناك من لا يظهر على حقيقته طالما أنه ليس في اختبار حقيقي، بإمكاني أن أصف نفسي بالشجاع في الأوقات التي أكون فيها بعيدًا عن موقف يتطلب الشجاعة، وأن أقول بأني وفِّي لكل الأصدقاء إذا ما كانت ظروفهم جيدة ولا يحتاجون مني موقف وفاء.
ما أسهل الكلام.. وما أصعبه، وما عرفته لليوم أن الصفات الحقيقية هي التي نستخلصها بعد المواقف والامتحانات. أقول هذا بعدما تابعت خبرًا نشر قبل 4 أشهر، عائلة بريطانية مكونة من زوج وزوجته وطفلين استضافوا شابة أوكرانية هربت من الحرب، والبريطانيون استضافوا مئات أو آلاف الأوكرانيين الذين نجوا بحياتهم من مآسي الحرب. ما حدث أن الزوج تعلق قلبه بالشابة التي بادلته الإعجاب، ولم تمض عشرة أيام حتى خرجا من البيت لينعم عشقهما بالراحة والهدوء في بيت آخر يجمعهما، انتشر خبر (خطّافة الرجال) وغضب القراء من تصرف الضيفة وجحود الزوج لزوجته، واليوم وبعد 4 أشهر عادت الصحافة بأخبار العاشقين اللذين انفصلا انفصالًا كارثيًا، يقول الرجل بأنه عاش أيامًا عصيبة معها، وأنها هددته بالسكين عدة مرات فاضطر لطردها وقال بأنه يريد العودة لزوجته. أما الزوجة فرفضت في البداية، ثم وافقت على عودته.. قالت بأن أبنائي يحبون والدهم، فضّلت الأم سعادة أبناءها على حساب كبريائها، لا أحد يضحي مثل تضحيات الأم.
- إيلون ماسك دخل عالم العطور، ولا ألومه في الدخول في غير تخصصه لأنه الآن في زمن حظه الذهبي، ولو دخل في مجال السيراميك أو بيع الأغنام لنجح، هذا ما أعتقده لأن (الزهر) لاعب معه، بالإضافة لكونه ناجحًا أساسًا في مجاله المرتبط بكل ما يعمل بالتكنولوجيا الحديثة. أما اسم عطر إيلون فهو (الشعر المحروق) ولكل من لا يعجبه الاسم أقول : معك حق.. فآخر ما نريد أن نستخدمه كعطر هو رائحة الشعر المحروق، لكن إيلون باع في غضون ساعات وبتغريدة واحدة 10 آلاف زجاجة بمبلغ مليون دولار! وتخيلوا أن المشترين لن يحصلوا على العطر إلا في الربع الأول من العام القادم، أي أنهم دفعوا الآن ليستلموا بعد أربعة أو خمسة أشهر! هذا هو الحظ الذي قيل عنه شعبيًا (لا قام حظك باع لك واشترى لك). عندما قرأت خبر الشعر المحروق تذكرت أحد الشباب الذين دخلوا عالم العطور، كان مجتهدًا بكل ما تعنيه الكلمة، في البداية اطلع على مجال العطور، قرأ في تاريخ العطور، تعرف على أذواق الشعوب، ثم زار الشركات المصنعة، حضر المعارض، جرب وتعرف على الروائح وأنواع الزيوت العطرية، شاهد مئات التصاميم لزجاجات العطور، التقى مع خبراء، تعرف على تجار، درس الأسعار ونوعية زبائنه الذين يستهدفهم، ووضع خطته التسويقية عبر مختصين، وعندما صنع عطوره، اتفق الجميع أنها ذات جودة عالية وروائح جذابة للغالبية، لكنه لم ينجح، وخرج من السوق بجروح وكسور، أما تفسيره لعدم نجاحه: الحظ! هل كان بحاجة لأن يطلق أسماء غريبة على عطوره كما فعل إيلون عندما سمى عطره الشعر المحروق… هل كان من الأفضل لصاحبنا لو سمى أسماء مثل: السجادة المشتعلة.. أو دخان الشكمان!؟